15 فبراير 2018

ظلمت كثيراً.. أحدث نفسي ويتصورونني مجنونة

أنا فتاة تعرضت لمواقف ظالمة لم أستطع الدفاع فيها عن نفسي، حتى تراكمت فوق بعضها فصرت أبرئ نفسي لنفسي، وأتحدث إليها حتى أخفف عني الألم، وكنت أشعر براحة كبيرة حتى تمكنت مني تلك العادة حتى أصبحت أحدث نفسي في كل مكان عندما أكون بمفردي، وخصوصا في المواصلات العامة، أنا لست مريضة ولا أدري ماذا أفعل حيث أنال النظرات المريبة من الغير حين يروني أتحدث مع نفسي، ولكن يكون هذا لا إراديا مني، أرجو الرد لأني في حالة اكتئاب شديدة جدا.
أهلا وسهلا بك يا ندى؛
لقد عشت كثيرا في أحلام يقظتك التي ساعدتك كثيراً، وجعلت لك متنفسا يريحك بدلاً عن الواقع الذي لا تريدينه، وبالفعل أحلام اليقظة ليست مرضاً، ولكن الغرق فيها يجعلنا في مساحة تبعد يوما بعد يوم عن سلامتنا النفسية، وها أنت تقولين أنك صرت مكتئبة جدا جدا؛ فلم تعد أحلام اليقظة ذات دور فعال الآن، رغم ما كانت تقوم به من حماية نفسية ضخمة جدا لك قديما؛ لتتجنبي ألم الظلم، والقهر الذي تعانين منه.

والآن أنت تحتاجين للبحث عن طرق أخرى لا تجلب معها البعد عن الواقع، ولا تشكك الناس في قواك العقلية، وتجعلك "حاضرة" في حياتك وفي واقعك، وأعلم تماماً صعوبة ما أقول، ولكن آن الأوان أن "تتمكني" من إدارة نفسك وحياتك؛ فأنت في مقتبل العمر، وأمامك حياة حقيقية يمكنك ببعض الشجاعة، والتحرر من الخوف أن تحييها، وأسألي نفسك ما الذي تخافين أن يحدث، ولم يحدث فعلا.. فستجدين أن جزءا كبيرا من مخاوفك يرقد بداخلك بلا فائدة حقيقية، والباقي منها يمكن التعامل معها بشكل مختلف لو "قررت" أن تختاري اختيارات أخرى غير ما كنت تختارين.

واقترح عليك بجانب ما قلته لك أن تقرئي ما كتب هنا في موقعنا عن أحلام اليقظة؛ لعلها تفيدك.
آخر تعديل بتاريخ
15 فبراير 2018