12 أغسطس 2020

طفلي يلوم نفسه بانتظام

مساء الخير، ابني 8 سنوات، دائما يلوم نفسه، ويتذكر مواقف حدثت حتي منذ 4 سنوات، ويلوم نفسه عليها.. كتوم للغاية، ولا يتحدث إلا في الوقت الذي يقرره.. ماذا أفعل معه حتي ينتهي هذا الشعور وتزداد ثقته في نفسه؟ شكرا مقدماً
أهلا وسهلا بك عزيزتي دينا؛
سعيدة جدا لحرصك على صحة ابنك النفسية حرسه الله لكِ،
عزيزتي، اللوم وتأنيب الضمير له عدة أسباب لكن في حالته هي على الأرجح تحميل النفس مسؤولية أكبر من قدرتها.. أنا متأكدة من أنه طفل حذر.. يفكر كثيراً قبل أي تصرف، وقد يصل به التفكير إلى حد التردد على الإقدام على أي شيء خشية الخطأ، ومن ثم يقع بدوامة تأنيب الضمير.

تأنيب الضمير هو شعور يراودنا عند وقوع خطأ منا.. حتى لا نكرر هذا الخطأ.. لذلك الغرض منه هو فهم الخطأ، والتعلم منه حتى لا نقع فيه مرة ثانية.. ولدكم يحتاج أن يفهم هذه الحقيقة.. هو بحاجة لأن يفهم أن ما هو مطلوب منه هو التعلم من الخطأ، وعدم تكراره، وليس الاستمرار بلوم نفسه والتألم لذلك.

ما أريده منك عزيزتي دينا.. هو أن تشرحي له أولا أن الأخطاء التي يقوم بها.. الأفعال غير المناسبة التي تصدر عنه دون قصد، المواقف المحرجة التي يمر بها.. كلها وكل هذه الأمور ما هي إلا في مصلحته.. من لا يخطئ لا يتقدم.. اشرحي له أهمية المجازفة.. وأن الأخطاء هي بوابة التعلم.. "أكيد أنت لن تكرر هذا الخطأ".. "أكيد أنت تعلمت الدرس وستستفيد منه مستقبلاً.. أكيد أنت قادر على رؤية الصواب مستقبلاً لأنك جربت من قبل".. مثل هذه العبارات هي ما أرغب منك ترديده عليه.. هو محتاج أن يرى أنه لا فائدة من تأنيب الضمير ولوم نفسه.

من ناحية أخرى.. أكثري من مدحه، خاصة أمام الآخرين، بذكر صفات هو يحملها أو تصرفات يقوم بها دون غيره، اجعليه مميزا بأمر معين، وأثني عليه عند قيامه بمهمات تكلفينه بها أو عند إنجاز واجب معين مطلوب منه، وأكيد بما يتناسب مع عمره.. المسؤولية المناسبة للعمر تصرف انتباهه عن هذا التفكير، وفي نفس الوقت تعطيه ثقة بالنفس نتيجة لثقتك به، ونتيجة لاستطاعته القيام بها، ورؤية الفخر بعيون المحيطين.

أنا أشجعك عزيزتي مدام دينا على أن تقومي بهذه الخطوات، وأن تحاولي بكل جهدك التقرب منه أكثر، ولكن أكيد إذا استمر الوضع وازدادت معاناته انصحك باستشارة طبيب نفسي.. مع تمنياتي الحارة بحياة هانئة لك ولطفلك الحبيب.

اقرئي أيضاً:
لعبة اللوم الداخلي.. عندما تحارب نفسك
لعبة اللوم الداخلي.. حارب الآخرين لتحمي نفسك

8 حواجز تحجب عنك السعادة.. تغلب عليها


آخر تعديل بتاريخ
12 أغسطس 2020