10 يناير 2019

طفلتي عنيدة وتسبب المشاكل

مرحبا طفلتي عمرها 5 سنين و4 شهور في المرحلة التمهيدية، وهي وحيدتي ليس لديها أخوات. عنيده بشكل مستفز. ولا تذهب إلى الحمام إلا بالصراخ أو الحيلة واللعب.. تعبت معاها وتعملها في ملابسها.. تقول ماعندي وهي حشرانه.. وغير كدا دايما تقلد الآخرين.. أصدقاء يسوون كذا حتى وهو كذب.. وتسقط الصفات السيئه على نفسها انا مو شاطرة.. غبية.. أنا كسلانة.. أنا مو حلوة.. وإذا قلت له إفعلي أي شيء وماتبغى تسويه بالشكل الصحيح.. تقول شفت واحدة بنت في الشارع تسوي كذا على الشكل اللي هي تبغاها
أهلا وسهلا بك يا أم سلطان؛
حين نجد الطفل يحمل سلوكيات مبالغاً فيها، نحتاج إلى أن نأخذ خطوة للوراء قليلاً، ونقوم بملاحظته ملاحظة على مسافة لنتمكن من التعرف إليه من جديد؛ كأنني أريد أن أقول: أن تأخذي هدنة حقيقية لا تحدث فيها مراجعة لها بشكل مستمر، ودون تورط في ردود أفعال تعودت عليها معها، وخصوصا فيما يخص الحمام؛ لتتمكني بهدوء - تفتقدينه منذ فترة - أن تتعرفي إليها دون حكم؛ فتتعرفي إلى مضمون ما تشكو منه، أو ما تقوله من أمور لم تحدث من رفيقاتها؛ فلعلها تعاني من قوانين صارمة عليها في البيت تحتاج إلى مراجعة، أو تقول تلك الأمور لتلفت نظرك لها فتتوددين لها حين تقلقك على فقدانها لثقتها بنفسها، أو ربما ستجدين في حركاتها ولغة جسدها ما يجعلك تكتشفين أنها تحتاج إلى القبول، والحب غير المشروط منك بدلا من الحديث لها عن عيوبها، أو كذبها على صديقاتها، أو ربما تكتشفين أنها تهدأ بهدوئك، أو بإكثار الاحتضان لها.


اسمعيها بقلبك؛ لتتعرفي إلى احتياجاتها، وانظري فيما تتحدث فيه لتتعرفي إلى ما وراء ما تفعله؛ لتتمكني من إعطائها ما تحتاج إليه منك ولا تتمكن من قوله بكلمات، واجعلي بينكما أوقاتاً غير متوترة فيها تحكي لها قصة لطيفة، أو تقومين بعمل "مساج" لها قبل النوم، أو تتحدثا معا عما أسعدها في يومها، وتأكدي أن مناخ البيت يخلو من الأدوات التي تصيب إصابات نفسية خطيرة؛ كالنقد، والمقارنة، والعقاب المبالغ فيه، أو التدليل الزائد، أو القلق الزائد، أو العصبية.



تابعي بنضوج حالتها مع أقرانها من خلال مدرسيها في الحضانة، ووالدات رفيقاتها، وراجعي علاقتها بوالدها، وحقيقة هذا القرب بينهما، وخلو تلك العلاقة ممن ذكرناه، وقد يكون هناك سبب وراثي، ولو بسلوك ورثته عن أحدكما في العند أو غيره، وسيكون حينها بداية الحل من عندكما، وأن قمتما بتلك الخطوات التي تحتاج إلى وقت وجهد وقبول كبير لها - يمحو الرسالة التي وصلتها من قبل عن كونها نغمة نشاز - ولم يحدث تغيير؛ فلا مفر من مراجعة متخصصة؛ لتمكنكما من مساعدتها في التخلص من تلك الأمور بشكل علمي في بداياته.
آخر تعديل بتاريخ
10 يناير 2019