11 يونيو 2018

طفلتي الصغيرة ومعاناتها مع الكوابيس

ابنتي عمرها 6 سنوات، ترى أحلاماً مزعجة تجعلها تبكي قبل النوم خوفاً من رؤيتها، وتبكي عند الاستيقاظ، تحكي لنا أحلامها وهي تبكي بحرقة، وكلها تدور حول الفقد، فمرة تكون تاهت، ومرة سرقت، ومرة قتلت، ومرة مات أحد أفراد الأسرة، فتحليلي أنها تخاف من فقد أحدنا، ما هو العلاج الأمثل، هل التجاهل مناسب أم مناقشتها بأنها مجرد خيال؟
عزيزي لام
رؤية الابن أو البنت في معاناة من أشد الأمور صعوبة على الوالدين، وأقدر لك سؤالك وحرصك علي مساعدتها.

دعني أخبرك في البداية أن الأحلام والكوابيس شائعة جدا في عمر 6 - 10 سنوات، وتحديدا أشارت إحدى الدراسات إلى أن 68% من الأطفال في هذا السن تحديدا ذكروا أنهم مروا بهذه التجربة.



إن كانت الكوابيس تأتي علي فترات متباعدة فهذا يعتبر جزءاً طبيعياً من عملية التطور والنمو، أما إن كانت الكوابيس تسود في أكثر الليالي فعندها نحتاج لتدخل ما.

وظيفة الحلم هي هضم ما يحدث أثناء الاستيقاظ، فحوالي 70% من الأطفال في الدراسة نفسها أشاروا إلى أن الأحلام كانت مرتبطة بشيء شاهدوه في التلفاز.

عند قيام الطفل من النوم مفزوعاً، يصبح النوم مثيراً لكوابيس جديدة، ويبدأ الطفل في البكاء قبل النوم خوفا من الكوابيس، وهذا بدوره يزيد من معدل القلق والضغط، فتزيد فرصة حدوث الكوابيس، وهكذا يدور الطفل في حلقة مفرغة.
دعني أخبرك ببعض الخطوات التي قد تساعد:
- تأكد أولا من تقليل مصادر القلق والضغوطات داخل البيت مثل المشكلات الزوجية أمام الأطفال، وبرامج التلفاز غير المخصصة للأطفال كنشرات الأخبار، والأحاديث التي تدور بين الكبار حول حوادث الخطف أو السرقة وغيرها.
- أظهر تفهمك لمشاعر طفلتك؛ فبدلا من إخبارها أن ما تشاهده غير حقيقي يمكنك القول إنك تقدر وتتفهم كم هذا مخيف لها، ولكن لا أحد يستطيع الاقتراب منها، وأنك توفر لها الحماية.


- هيّئ طفلتك لمرحلة النوم، فهي تحتاج 10 إلى 11 ساعة من النوم، امنع الألعاب الإلكترونية والتلفاز على الأقل قبل النوم بنصف ساعة، وحاول عمل شيء لطيف قبل النوم مباشرة مثل حكاية قصة أو حتى مشاهدة النجوم معا.
- خاطب عقل طفلتك، ودربها على التفكير في حل لمخاوفها مثل إغلاق الباب بالمفتاح معك أو التأكد من غلق النافذة لمنع اللصوص، وذكرها بعدد الأيام والليالي التي قضتها في البيت، ولم تحدث لها أي مشكلة.
- وفي حال غياب أي تقدم ملحوظ يمكنك دائما التواصل مع متخصص في الطب النفسي للأطفال.
آخر تعديل بتاريخ
11 يونيو 2018