31 يناير 2019

سخريات الطفولة وانخفاض تقدير الذات

بعد التحية.. مشكلتي لا أستطيع تحديد ما أعاني منه تحديدا. من الصغر تعرضت لكثير من المواقف المحرجة أثناء أداء لعبة معينة مثلا مع الأقارب. فهم يلعبون معي ليضحكوا علي عندما ينتصرون، وأظل أبكي وهم مستمتعون بخسارتي، فصرت أتجنب اللعب معهم، وإذا أجبروني على ذلك لعبت مرغما معهم، وظللت متوترا طوال اللعب خوفا من الخسارة، مما يضطرني القلق للخسارة قسرا، فصرت لا أستطيع الإعتذار لأحد إذا طلب أي شي مني خوف الإحراج حتي وإن تركت ما أعمل به لأرضي ذلك الآخر، فكانت والدتي تقول لي دائما أنت لا تستطيع التصرف عندما يطلب منك أحد أي شيء، ومنذ ذلك الوقت أعاني القلق أثناء العمل والدراسة خوفا من نظرة الآخرين لي.
الطبيب:

أ.د.

الصديق الكريم غازي؛
أهلا ومرحبا بك، ونشكرك على ثقتك بموقع صحتك؛
ما تعاني منه يا صديقي هو انخفاض تقديرك لذاتك، ونتج هذا عن الاستهزاء المستمر بك من أصدقاء الطفولة، حيث شعرت أنك غير مقبول منهم.. مما جعلك تشتري قبولهم بطاعة أوامرهم.. وعدم الاعتراض على أي طلب يطلبونه منك.. كما أصبحت قلقاً من نظرة الآخرين لك.. وتشعر بالحرج الدائم.

وما تحتاجه يا صديقي هو أن تستعيد تقديرك لذاتك، فأنت لا تستحق أن تشعر بالحرج، ومن يتوجب عليه الشعور بالحرج هم هؤلاء الذين أهانوك وأساءوا إليك.. نفسك تحتاج منك أن تقبلها قبولا غير مشروط، وأن تصدق أنها تستحق، ورغم أن العبارة تبدو بسيطة، ولكنها رحلة طويلة.. رحلة قبول النفس.. الرحلة التي تحتاج أن تسير فيها برفقة من يقدم لك هذا القبول.. سواء كان حبيبة أو صديقة.. والأفضل أن يكون معالجاً تبدأ معه الرحلة.. وخلال الرحلة ستتعلم أن تقبل نفسك كما هي، وأن تحبها بدون شروط، وستصدق أنها تستحق.. نفسك تنتظرك يا صديقي فلا تتأخر عليها وتابعنا بالتطورات.


اقرأ أيضاً:
الفشل في تكوين علاقات.. الحل علاقة شافية
التغيير بالقبول
الاحتياج للقبول.. هل يمكن العودة إلى الجنة؟
علامات تكشف تعرض طفلك للتنمر.. كيف تتصرف؟




آخر تعديل بتاريخ
31 يناير 2019