09 ديسمبر 2021

زوجي يغار من أهلي ويمنعني منهم

زوجي يغار من أهلي ويعاملني على أني ملكية خاصة غير مسموح لها بالتعامل، التعاطف أو التعلق بأحد آخر. ما أثار غضبي أخيراً أنه فضفض لابننا (٢٥ سنة) أنه لا يحب و لا يثق بأخي و أن أخي يستغلني ويأخذ مالي. والحقيقة أني أشعر بالتزام تجاه أخي لأنه لاجئ في تركيا! هل هناك طريقة لجعلي أتقبل هذا التعلق المرضي والإصرار على التحكم بي من قبل زوجي؟ لأني على يقين أنه لن يغير أسلوبه و لا يريد أن يغير أي شيء في تعامله معي. أم أن الانفصال هو الحل الوحيد؟
أشعر بك يا صديقتي..
فالتعلق الزائد في علاقة يجعل الشخص المُتَعَلَّق به يتخبط بين مشاعر صعبة تتنوع ما بين الخنقة، الالتزام الملطخ بمشاعر الذنب، مع المجادلة والغضب، وربما الكذب إلخ. وهذا الأمر "سارق" للطاقة النفسية التي تتحمل بجانب تلك العلاقة؛ أمور أخرى في الحياة، لذا تجعلك في بعض الأوقات مثل وقت إرسال رسالتك لنا تفكرين في الطلاق.



والحقيقة أن الشخص المتعلِّق بآخر لا يكتفي بالاستسلام لرغبته؛ لأنه لا يطمئن إلا بالاستحواذ على شريكه في العلاقة بشكل كامل للأسف، وقته/تصرفاته/أصدقائه/ أهله.. إلخ.

ولأننا نتحدث عن زوجك والعلاقة هنا علاقة هامة جدا وتاريخها كبير، فاقترح عليك أن تعطيه إشارة تحمل أمرين معاً؛ لأنها الإشارة الوحيدة التي لم يهضمها في حياته السابقة في الغالب الأعم وتحتاج منك لحرفية ولباقة، وهي:
أنك له وأنه أقرب الناس إليك، لكن الآخرين الذين تحددين أهمية وجودهم في حياتك، ومدى قوة علاقتك بهم، لا يتعارضون مع قيمته ووجوده عندك.

ودربيه على ذلك في أمور بسيطة تتكرر وتتدرج حتى يطمئن إلى أن قربك منه لا يستتبعه بالضرورة البعد عن كل غالٍ لديك، ولا العكس، فمثلا تذهبين لأهلك أو أي شيء يكون بعيدا عنه وحين تعودين تحدثينه عن افتقادك له، وأنك مهما ذهبت بأي مكان لا تشعرين براحة مثل مكانك معه في بيتك مثلا، أو أنك تفخرين بأنه رجل يعتمد على نفسه في تلبية حوائجكم وليس مثل أخوكي الذي لا يزال يحاول، وقصدت بهذين المثلين أن أوضح لك ما أقصده.



والثبات على ذلك بمرور الوقت سيجعله يتفهم أن القصة غير تنافسية وأن الفائز لا يفوز إلا بموت منافسيه أو تشويههم، وحين يتصرف تصرفا يزعجك يخص أحبابك بأنواعهم؛ عليك أن تتحدثي معه بوضوح بأن هذا هو تحديداً ما قد يدفعك للابتعاد عنه …بالتخبئة، أو عدم الصراحة، أو الإرهاق في العلاقة، وأنك لم تعودي تتمكنين من تحمل هذا العبء وتحتاجين لمساعدتك في ذلك.

وقلت لك هذا الاقتراح لأن التفكير في البقاء معه بهذا التحكم، أو بالطلاق هو نفس طريقة تفكيره وهي طريقة إما/ أو، أما إذا اتخذت كل تلك الإجراءات وتركتها فإنها تأخذ وقتها الكامل دون أدنى تغيير. والقرار سيكون وقتها واضحا لكِ أنتِ أكثر من أي شخص لا يحيا تفاصيل حياتك ولن يتحمل كذلك آثار قرارك في نفس الوقت… أنتِ وحدك حينها ستجدين نفسك تقودك لما تتمكن من تحمله بالفعل.
آخر تعديل بتاريخ
09 ديسمبر 2021