08 مارس 2021

زوجي مات فجأة ونادمة على الشجارات بيننا

زوجي مات فجأه واخر سنه كانت بينا مشاكل وكان عصبيا ووقعت بينا نقاشات والآن بعدما توفي أنا نادمة ندما شديدا وأقول هل هو زعلان مني وليس راضيا عني؟
أهلا وسهلا بكم عزيزتي؛
مرورنا بموقف كموقف وفاة عزيز ومقرب علينا هو أمر جلل وشأن صعب، أسأل الله أن يمدك بالمزيد من القوة له.

مراحل الحداد خمس (الصدمة، من ثم الغضب، من ثم المساومة أو اللوم من ثم الاكتئاب وأخيرا التقبل)، ومرورنا بتلك المراحل لا يكون شرطا بهذا الترتيب، مثلا، في بعض الأحيان نقف ولوقت طويل في إحدى المراحل.

لكن، دعيني أدعوك لعبور المراحل جميعا وعيشها دون التوقف أو كبت المشاعر أو محاولة التهرب منها، هذا الأمر كفيل بنقلك بسرعة خلال مراحل الحداد. فكثير منا عند مرورنا بأمر كهذا، أمر كفقدان عزيز وبعمر صغير أيضا، يركزون على النهايات وعلى أواخر الكلمات وما نطق الراحل وما قلنا له، لكن دعيني أقول لك حقيقة مهمة، حياتك معه أكثر أهمية، مشواركما طيلة سنوات زواجكم هو الأجدى أن تركزي عليه، سيدتي أكيد لديك الكثير من الذكريات معه وفي جعبتك العديد والعديد من القصص عنه.. انشريها، تكلمي بمزاياه أمام أولادكما، تواصلي مع أحبابه واستعيدي ذكرياتهم عنه وشاركيهم ذكرياتك، أرسلي له أعمالا تقربية إن وجدت ذلك مناسبا.



والنقاشات، حتى الحادة منها، هي جزء من الحياة الزوجية، وهو واقع يمر به كل الأزواج، لكن ذلك لا يعني أنهم لا يحملون لبعض مشاعر الود والاحترام، والدليل هو مشاعرك تجاهه حاليا، اسألي نفسك برغم المشاحنات والنقاشات الحادة، هل أنت لازلت تكنين له كل الاحترام، وهذا أكبر دليل على أن الود مابين الأزواج أعمق بكثير من مشاحنات وقتية.

آن الأوان لتركزي عزيزتي على ما امتلكتماه معا من أواصر وتفاهم وصلات، وركزي أيضا على حياتك الحالية وكيفية إيجاد هدف لها، وصنع واقع يساعدك على الاستمرار بازدهار، سواء إن كان لكم أولاد أو من خلال عملك، ما أدعوكِ وأحثكِ عليه بكل إصرار هو أن تكملي حياتك بأكمل وجه فهذا بالضبط ما تستحقين ومايجب أن يكون..
بارك الله فيكم ورزقك القوة والإلهام..
آخر تعديل بتاريخ
08 مارس 2021