27 أكتوبر 2018

زوجي عصبي ومدمن حشيش وأحبه

السلام عليكم، أنا متزوجة من 3 أشهر، وفي البداية كان زوجي زوجا عاديا، لكن بعد مدة اكتشفت إنه شديد العصبية لأتفه الأشياء، ثم وبالصدفة اكتشفت أنه يتعاطى الحشيش بعد الإفطار في رمضان، لا أستطيع أن أصف لكم شعوري.. فقد حزنت كثيرا مع العلم أني أحب زوجي، ولا أريد أن أخسره، لقد أضحى الآن مدمنا، إن تعاطاه يضحك، ويعاملني أحسن معاملة، وإن كان في حاجة للحشيش يغضب مني، ولا يكلمني، أرشدوني ماذا أفعل؟ أخاف عليه أن يلقى الله عاصيا.. أريد أن تساعده.. فكيف أفعل؟ أرجوكم فأنا بعيدة عن أهلي وأهله، ومالي بعد الله إلا أنتم.. شكرا مسبقا.
أهلا بك يا أمينة وسهلا،
أنت تلجئين إلى موقع يتخصص في النفسية، وتريدين رأيه، ولن أستطيع أن أحيد عما تعلمته، واختبرته في رحلة حياتي كمتخصصة، أو حتى كإنسان، والحقيقة التي لا تريدين رؤيتها هي أن زوجك "مدمن"، والمدمن يعشق إدمانه، ولا يكف عنه إلا إذا أراد هو بصدق أن يكف، والمدمن هو المدمن سواء كان يتعاطى الهيروين أو الحشيش.

ولعل الحشيش حوله شكوك اجتماعية، أو دينية، ولكن يأتي العلم ليحسم القصة؛ بأن الحشيش إدمان، وله تأثيره النفسي، والعصبي والجسدي الضار على صاحبه، ولقد عرفنا أن المدمن مقابل حصوله على ما يدمن عليه لا يتمكن من الصمود كثيرا أمام كتالوج الخطأ والصواب، والحلال والحرام، ولا يتمكن من السيطرة عموما على نفسه.



ليس كل الأشخاص قابلين للإدمان من الأساس يا صديقتي؛ فالشخصية التي تعاني من تفكك بدرجة ما فيها، وتحمل من الاضطرابات ما يكفي؛ تكون هي الأقرب للوقوع في الإدمان، وهنا بيت القصيد يا صديقتي؛ فزوجك يحتاج لعلاج متخصص ليس فقط لعلاج الإدمان، والذي يتطلب بالأساس رغبة منه هو، وهي غير موجودة، ولكن لعلاج مشكلاته التي جعلته يدمن من البداية، وهذا المشوار يحتاج لجهد ودأب، ووقت منه هو حين يقرر هو التعافي، ولا يوجد عصا سحرية تجعلني أقول لك كيف تجعلينه يتوقف عن الإدمان، ولم نجد بيتا مستقرا مع طرف مدمن، وتتأثر نفسية الزوجة بشدة، ويتأثر الأبناء بشدة تباعا، فلا تجعلي حبك الذي سيذبل بمرور الوقت هو المبرر للبقاء معه على تلك الحال.



ولو كان يحبك كما تحبينه؛ فلتجعلي تعافيه التام من إدمانه شرط البقاء معه، وأعلم تمام العلم أن اكتشافك المؤلم لتلك الحقائق صعب، ولكن الأصعب هو اختيار يثقل صدرك، ويحولك لشخص لم تكونيه.
آخر تعديل بتاريخ
27 أكتوبر 2018