03 مايو 2020

زوجي تركني وتزوج علي وضربني وأهانني

متزوجة من 17 سنة، وعندي أربعة أبناء، وزوجي خانني مع سيدة متزوجة ومعها بنتان وخلعها من زوجها وتزوجها، وأهانني وضربني هو والمرأه الأخرى، وتركته فترة ثم عدت من أجل أبنائي، وحالتي النفسية صعبة جداً، وأشعر بتعب في رأسي من الخلف، وصداع دائم، وأغيب عن الوعي لثوان، وأنا في وسط الناس، ماذا أفعل؟ وما جعلني مصدومة أني قرأت الرسائل بينهما وهما يسباني، وهو يقول انه لا يحبني، ونحن من المفروض أننا ملتزمان، وكافحت معه حتى أصبح ذو شأن، لا أستطيع أن أسامحه، وهو مسافر، وأنا أربي أبنائي بمفردي منذ 8 سنوات.
عفواً سيدتي أي التزام تعنين؟ رجل أفسد على امرأة زواجها؛ فطلقت منه حتى يتزوجها، هذا الأمر تحديداً يوجد فيه أحاديث كثيرة تتوعد هذا الرجل الذي يفعل ذلك، ناهيك عن التفاصيل التي تتطور بين رجل وامرأة متزوجين حتى يصلا إلى الاتفاق وضمان زواجهما بعد الطلاق.

ولم يكتف هذا الملتزم بذلك بل أهانك في رسائله قبل ضربه لك، وتشجيع تلك المرأة بتصرفاته، ونظرته لك على أن تقدم هي الأخرى على ضربك.



ثم تبررين لنفسك فعلتهما وبأن من أجل الأبناء تعودين، وهذا على افتراض أن هؤلاء الأبناء لم يشعروا بما يحدث بين أمهم وأبيهم على مدار تلك المراحل المخزية والمؤلمة، وأنهم في حالة نفسية وراحة اقتصادية توقف فكرة نجاتك من علاقة مؤذية مهينة مثل تلك العلاقة، وتغضين الطرف عن أوجاع جسدك الذي يئن تحت وطأة الإهانة والغدر والقهر الذي تتعرضين له.

ما الذي تفعلينه في نفسك؟ أم أن حقيقة ما يجعلك تتحملين كل هذا القهر أنك "تعبت" في هذا الرجل حتى صار ذا شأن فلن تتركيه بما وصل إليه من مركز ومال لامرأة أخرى؟ فهذا يعني أن علاقتك بنفسك وحبك لها وتصديقك فيها غير مؤكد بالشكل الكافي، وهو ذاته في نفس الوقت، ما يجعل الشخص الذي يتعامل مع شخص يهون على نفسه أن يزداد في هوانه عليه.

خوفك من البقاء وحيدة من دونه، وسماحك بأذاه لك هما نفسهما ما يوصلانك إليهما بسرعة الضوء، فأنت فعلاً وحيدة، وتتعرضين لأذاه المعنوي قبل المادي رغم بلعك لما يحدث.



انتبهي يا سيدتي للدور الخطير الذي تقومين به في تلك العلاقة، وأثرها على أولادك؛ فأنت تقومين بدور الضحية المؤذي في تلك العلاقة الصعبة، وسيشكل ما يحدث في تلك العلاقة غير الصحية تصورات أولادك عن أنفسهم، وعن الجنس الآخر وطبيعة العلاقة معه، وعلى القيم التي تخص الوفاء، وعن تصورهم للزواج؛ فيتحول أولادك الذكور لأزواج مثل زوجك أو العكس، وتتحول بناتك لضحايا، أو العكس.. هكذا رأينا من كان في مثل ما أنت فيه من خلال مئات الحالات للأسف؛ فلتنجي بنفسك وجسدك وحياتك من تلك العلاقة المؤذية.

فكري بذكاء في مخاوفك حول إنفاقه على الأبناء، أو علاقته بهم، ولا تجعليهما سببا غرقك موتاً في تلك العلاقة، فلا التزام ولا إنسانية، ولا زواج حقيقي يقبل بما يحدث معك.. كفاك خوفاً، وظلماً لنفسك، وتحرري من قيودك التي ترهقك ليل نهار، وتوكلي على الله سبحانه، ولن تخسري على الأقل أكثر مما تخسرينه الآن.
آخر تعديل بتاريخ
03 مايو 2020