26 أغسطس 2017

روشتة تفصيلية لعبور مرحلة الانفصال بسلام

أزاي اعدي بمرحلة الانفصال بعد جواز اكتر من 34 سنة بشكل صحي وسليم من الناحية النفسية لأني على وشك الاكتئاب؟
أهلاً وسهلاً بك أختي العزيزة، أولاً، أنا أحييك على "نضجك" الذي دعاك إلى مد يد العون لنفسك في مثل هذه الفترة الموجعة التي تمرين بها، والحقيقة أن الطلاق قرار مهم وضخم من قرارات الحياة؛ فهو اختيار مختلف عن اختيار سابق لم يحقق الهدف منه لسنوات طويلة، فيها كنت تكتشفين على مدار تلك السنوات بتجاربها أن اختيار البقاء كان أكثر ألماً مما أنت عليه الآن، لذا من المهم جداً حتى تتجاوزي ألم هذا القرار أن تستوعبي الآتي:

- أن تحترمي مشاعر الألم الذي تشعرين به، وتعبرين عنه بالطريقة التي تريحك؛ كالحديث مع من تثقين فيه، أو الكتابة - رسائل تكتبينها بينك وبين نفسك ولا ترسليها لأحد، فهذه الرسائل ستساعدك كثيراً؛ وما لا يعرفه معظم الناس أن للألم وظيفة - ألا وهي حماية العقل من الانسحاق تحت وطأة ما لا يتحمله؛ فيأتي الألم ليحميه بتلك المشاعر والتي يتم بمرور الوقت تجاوزها؛ فلْتقبلي ألمك وتحترميه، وتعبري عنه، واجتنبي تماماً تسفيهه، أو الغضب من وجوده، أو كتمه، وكذلك لا تتركي نفسك تغرقين فيه فيبتلعك، وهذه الخطوة غاية في الأهمية وتحتاج لقرار نفسي في البداية.

- فرقي بين الألم الذي يمكننا تجاوزه، والذي حين نقبل وجوده، ونعترف به ونعبر عنه نتمكن من تجاوزه بصدق، وبين المعاناة التي تحول الحياة لمشاعر موجعة تغلف كل طعم الحياة فتقتلها؛ فتحول قرار طلاقك لقرار موتك رغم أنك تأكلين وتشربين؛ فالمعاناة خسائر وأذى كبير.
- تذكري أسبابك التي جعلتك تأخذين هذا القرار؛ كي تتمكني من تثبيت قرارك النفسي بأنك ستحيين، ولن تموتي بقرار طلاقك.
- توقفي عن متابعته، أو معرفة جديد أخباره حتى من أولادكما إن وجدوا.
- فعلي مساحات حياتك التي قد تكون تعطلت سابقاً؛ كهواياتك التي كنت تحبينها، أو مساحات شغفك، وعلاقاتك الاجتماعية التي تطمئنين فيها على نفسك.
- تعلمي أمراً جديداً يساعدك على التفكير في أمور أخرى.
- غيري روتين حياتك في المكان؛ كالسفر ﻷماكن تحبينها.
- مارسي الرياضة بجدية والتزمي على الأقل 5 أيام في الأسبوع، ولو كانت في صورة المشي البسيط لمدة نصف ساعة في مكان فيه هواء جيد، وأرض مريحة.
- انضمي لعمل تطوعي تحبين المشاركة فيه.
- استخدمي خبرتك في أمر ما.
- بعد خوض كل ما سبق وعلى رأسهم الخطوة الأولى؛ ستحتاجين لتقييم تجربتك ككل كي تتعرفي من جديد على مساحات لم يكن لك فهمها عن نفسك إلا بالانفصال سواء كانت إيجابية، أو غير ذلك؛ فأنت أولى بمعرفة نفسك عن قرب، والتعامل معها بشكل جديد فيه تفخرين بمساحات إيجابية تخصك، وتتحملين فيها مسؤوليتك عن مساحات أخرى؛ ستتدربين عليها من جديد؛ حتى تكوني أفضل.
- الاكتئاب اختيار غير واعٍ لمن رفض قبول الفقد، أو لم يقبل ألمه - دون الاستسلام له -؛ فلْتنتبهي لذلك جيداً.
- كل يوم ترددين بينك وبين نفسك أنك تستحقين أن تحيي حياة لا تعانين فيها الاستغلال، أو الإهانة، أو عدم الحب، أو الأذى، وأنك لن تختاري الوحدة، أو المعاناة؛ ﻷنك مسؤولة عن ذلك تماماً منذ تلك اللحظة، واستعيني بالله تعالى ليعينك فهو خير معين، وإن لم تتمكني من القيام بتلك الاقتراحات، فلا تتردي في طلب المساعدة المتخصصة التي تقدم لك خطة تتوافق مع طاقتك، وقدراتك حتى تتجاوزي تلك الفترة بسلام.

اقرئي أيضاً:
طفل سابق وزواج جديد.. خطة للتعامل
طموحة وارتبطت بمحدود الطموح.. ماذا أفعل؟
أختي الزوجة الأم.. تذبل وتنطفئ روحها

آخر تعديل بتاريخ
26 أغسطس 2017