29 مارس 2023

خوف على أطفالي وتوتر واضطرابات نوم بعد الزلزال

أعاني من توتر في التفكير منذ ساعة الزلازل الذي حدث، وأفكر كثيرًا في الأولاد والخوف عليهم، وحاليًا أستيقظ من النوم وعندي ضيق شديد وخوف شديد وضربات قلب سريعة، ويستمر أحيانًا لساعات،ويتكرر عندما أستيقظ من النوم، فما الحل؟

الأخ الفاضل:

من الجيد أن تكون على دراية وملاحظة لما تمر به من تفاوت في المزاج بشكل مفاجئ، والأفضل من هذا أنك تدرك أن هذا غريب، فكثير ممن يعانون أزمة في المزاج وصعوبة في التواصل الطبيعي مع الناس في الواقع لا يدركون ما هم فيه؛ لأنهم غارقون تماماً في الأحداث، ولا يلاحظون ما يحدث من تغير في المزاج؛ لأنهم أيضاً يغرقون في التصرفات التي تنتج عنه، وهذا فرق كبير بينك وبينهم يُحْسَب لصالح عقلك وملاحظاتك التي تعمل بجد واجتهاد.

 ويبقى أمران أريد أن أوضحهما لك:

  1. أنه علمياً وجدنا أن الشخص الذي لديه معاناة تخص مساحة “الوجدان” أي المشاعر والمزاج تبدأ ظهورها في أوائل العقد الثاني من العمر، وتُلاحظ بوضوح كلما اقترب الشخص من العشرينات، ونظراً لوجود تغير هرموني كبير في تلك المرحلة والتي تتأخر ظهور سماتها عندنا في الشرق وأقصد بها مرحلة المراهقة والتي تحمل ما يقترب ممن يعانون من ارتباك في الوجدان؛ حيث يعاني المراهق من تغير في المزاج، وأوقات يحدث فيها حدة في المشاعر، وغيره من سمات المراهقة التي تشمل المشاعر والتفكير والتصرفات بالتبعية، لذا فالمعالج فقط الذي يسمع ويرى الشخص هو الذي يتمكن من تحديد حقيقة ما يعانيه الشخص، من خلال تعرفه على تفاصيل نشأته وخبراته المختلفة عبر حياته، الخ، لذا أقترح عليك التواصل مع معالج متخصص، وكلما قمت بتلك الخطوة مبكراً؛ كلما كانت النتيجة أفضل وأسرع، كذلك وعيك الجيد بنفسك سيساعدك كثيرا جدا.
  2. أن تصورك أنك عقلاني ومنطقي وأنه لا يوجد أثر للمشاعر هي فكرة تحتاج للمراجعة، فنحن نتزن بالاثنين معاً العقل والمشاعر، وحين يقود الشخصَ جانبٌ واحد منهما لا يمكن أن يحدث الاتزان، فانتبه لنفسك وابدأ استكشاف منطقة الاتزان بداخلك؛ لتتحرر من تلك الموجات الغريبة من المزاج المفاجئ، وتتمكن من التواصل الطبيعي مع الناس في الواقع وليس من وراء الشاشات، وأقترح  عليك أن تبحث عن معالج يعالج بطريقة العلاج الجدلي السلوكي، فهي أنسب الطرق التي تساعد الاشخاص التي تمتلك القدرة العقلية العالية. وهي تعرف اختصارا بطريقة (DBT)، دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
29 مارس 2023