21 ديسمبر 2021

خطيبي كامل المواصفات لكني مترددة كونه أصلع

هذه ثاني خطوبة ليا.. أول ما شفته ارتحت له ولأهله كمان ووافقت عليه من غير ضغط .. هو محترم وطيب وبيحبني ومابيبخل بأي حاجة والصراحة أخلاقه وصفاته مفيش منها وشخصيته عاجباني جدا وفيه كل اللى اتمنيته. لكن، فيه مش كل شكله مقبول مش كارهاه بس هو أصلع وهاي الحاجة مضايقاني، بحس انى بحبه بس دايما فى حاجة ناقصة وساعات كتير بقارنه بغيره. انا تعبانة جدا من كتر التفكير أهلي بيقولولي انى أهم حاجة الأخلاق وانى لو سبته مش هلاقي مثله وانا مش ضامنة يجي حد كويس خصوصا انى هذه تانى خطوبة ليا وسؤالى دلوقتى ممكن اغير نظرتي ليه بعد الزواج وهل التقبل ممكن يجى بالمعاملة الطيبة والمودة انا فعلا تعبانة جدا ومش عارفه ابطل تفكير وخايفة بعد الزواج افشل
عزيزتي؛
أشعر جدا بك يا صديقتي، فوجود شيء يعكر صفو ما نجده جميلاً يكون مزعجاً جداً، ولكن حين يكون الأمر متعلقاً بالزواج، فلا يمكننا أن نسفه هذا الإحساس، أن نسفه سببه، ولا يمكننا أن نتحدث فقط بلغة العقل، خاصةً أن هذا العائق تشعرين به، وتفكرين فيه، ويؤرقك، ويخيفك من المستقبل.


وكذلك لأن الزواج ليس فقط التقاء أخلاق بأخلاق، ولا عقل بعقل، ولا حتى جسد بجسد، أو إحساس بإحساس !!؛ فالزواج علاقة فريدة من نوعها يتمازج ويتناغم فيها كل ما سبق… الافكار والمشاعر والروح والجسد والعلاقات الاجتماعية تمازجاً يجعلها كلها مهضومة دون أن نتمكن من تحديد عنصر من عناصر وحده أنه السبب!

كأني أريد أن أقول: إن عدم راحتك لهذا الصلع، وخوفك من أنك خطبت قبل ذلك، وحديث أهلك عن خسارتك لصفاته الطيبة هي الأسباب الكبيرة التي تجعلك لا تفعلين ما تشعرين به من عدم قبول، وتلجئين في كل مرة تشعرين فيها بعدم القبول لسبب منها أو كلها.


والزواج يتطلب الكثير من التحديات بطبيعته، والحياة مملوءة بضغوطات وتحديات خارج الزواج نفسه، ولا يتمكن الأزواج من تجاوزها إلا بهذا القبول والراحة والحب، وتذكري انه ليس كل جميل مناسبا لنا، وأن القبول التام هو شرط من شروط نجاح الزواج، وان الناس الذين نقف كثيراً على أرائهم فينا لن ينفعونا حين نتزوج ممن لا يرقص قلبنا سعادةً بوجودنا كشركاء للحياة معهم، فكما أن البيوت لا تقوم على الحب وحده؛ فهي لن تقوم بدونه خاصةً وأن أول درجات الحب وهو القبول التام غير موجودة بشكل حقيقي وثابت، فلم يكن سيدنا زيد ولا أمنا زينب بهما أي نقص أو عيوب لا سمح الله، ولكن لم يكن هناك القبول أو الألفة التي تحدث بين الطرفين؛ فتجعل الحياة جيدة ويمكن التعامل مع ضغوطاتها.
آخر تعديل بتاريخ
21 ديسمبر 2021