04 ديسمبر 2021

خطيبي كامل المواصفات لكنني لم اشعر بالقبول تجاهه

تقدم لي شاب ذو خلق ودين واهل طيبين ومحترمين جدا لكني غير مرتاحة لطريقة كلامه واعتقد اني لم يحصل لي قبول للشكل هو طيب جدا وفيه كل المواصفات التي اردتها لكني غير مرتاحة لسه لم تتم الخطبة فقط اتفاقات كل من حولي يقنعني بانه مميز واني ساكبر في العمر الخ لكن شعوري بعدم الراحة متأرجح ولا اريد ان اظلمه (اريد توضيح لمعنى القبول) وماذا افعل؟
عزيزتي؛
أشعر بحيرتك جداً يا صديقتي؛ فوجود الرجل الذي يقترب جداً من المواصفات التي تحتاجها الفتاة مع ضغط من حولها بتميزه والتخويف من العنوسة مع عدم وجود راحة له في نفس الوقت؛ أمر محير ومزعج للغاية ويحتاج لمقاومة كبيرة لا تتمكن منها الكثيرات.



ولكن دعينا ننظر بواقعية أكثر لما تقولين لتصلي لاختيار يريحك دون أن تندمي، أو تظلي في تخبط بين الموافقة والرفض؛ فالزواج رحلة حياة لسنوات طويلة مع شريك ستتعاملين مع تفاصيله طول الوقت طول العمر.

لذلك، فإن الارتياح لتلك التفاصيل التي ستحيين معها له أولوية قبل المواصفات والصفات العامة والتي هي مهمة أيضا، ولكن التفاصيل الشخصية في الزواج تحديداً لها أولوية قصوى، ونجد ذلك واضحا في الدين والعرف وخبرة الحياة.

فالزوج الطيب مهم جداً ولكن، إذا كانت تفاصيله الحياتية كطريقته في الحديث، أو طريقته في تناول الطعام، أو التعامل مع الأشياء أو نوع علاقته بالبشر، تزعجك ستكون مشكلة من العيار الثقيل! فالزواج إن مثلناه بأنه بيت؛ فالصفات الجيدة هي الأساس ونحتاج بعدها للحوائط والاثاث المريح أو الذي على الأقل لا يزعجنا لنتمكن من الحركة وبناء الألفة بداخله، والذي يحقق ذلك هو القبول والذي هو بالمناسبة شرط من شروط صحة وتمام الزواج.


والقبول هنا معناه أنه قد لا يكون كما كنت تحلمين تماماً، في الواقع فإننا لن نجد من هو بالضبط كما نريد في كل تفاصيله الشكلية والقيمية والنفسية والاجتماعية والجنسية، ولكن في نفس الوقت تلك المواطن التي لا تصل لدرجة حلمك يجب الا تزعجك او تنغص عليك..

كأنني أريد أن أقول… إن القبول هو ادنى درجات الحب والتي نقول عنها بشكل دارج: الراحة النفسية في وجوده، فإن لم يتحقق ذلك، بل وصار هناك مشاعر انزعاج أو عدم راحة أو نفور أو صعوبة في تمرير ما تجدينه يؤرقك فأقول لك بوضوح…لا تتزوجيه يا ابنتي، فليس كل جميل يناسبنا، وليس كل طيب يسعدنا، ولكل منا تكوين نفسي يجعلنا نتواءم أو نتباعد عن غيرنا لا لعيب فينا او فيهم ولكننا نحن البشر هكذا، ولم يكن سيدنا زيد وأمنا زينب بهما عيب حاشا لله، ولكن لم يكن بينهما القبول لإتمام رحلة الزواج الحقيقي، والتي تتطلب القبول والراحة النفسية للتمكن من التعامل مع تحديات الزواج والتمتع بجماله.
آخر تعديل بتاريخ
04 ديسمبر 2021