12 مايو 2023

خطيبتي تركتني قبل الفرح بأيام ولم اتمكن من تجاوز الصدمة

خطبت فتاه لمدة 4 سنوات وأثناء فترة الخطوبة حدثت تجاوزات أثناء تجهيز الشقة مرارا وبعد انتهاء من ترتيبات الفرح فوجئت أنها هى وأهلها لم يريدوا إكمال الزيجة، قبل الفرح ب 5 أيام جاء قراراهم، مضى على هذا الموضوع أكثر من 8 أشهر وأنا مذهول مما حدث، ومرضت وتأثرت بكل مناحي الحياة، فماذا أفعل؟

أخي الكريم:

أسال الله أن يربط على قلبك الحزين، وأن يُهدئ من أثر تلك الصدمة غير المتوقعة منها ومنهم، ويبدو لي من سياق ما سردت أن زواجك من هذه الفتاة قد حملته أكثر من طبيعته وحقيقته، فصدمة عدم إتمام الزواج بالطبع صدمة غير متوقعة، خاصة إن لم يكن لها أسباب تم توضيحها، وأثر الصدمة بشكل ما تم تحديدها تقريباً تستمر ما بين سبعة أشهر وتسعة أشهر حتى تزول آثارها.

ولكن الأمر في نفس الوقت يختلف من شخص لآخر حسب تكوينه النفسي والأشخاص المحيطة به، وقدرته على تقييم التجربة بشكل محايد قدر الإمكان؛ للتعرف على أسباب ما حدث، وهذا ما قصدته يا أخي الكريم، وهو كيف رأيت ما حدث؟ وكيف أنت من قبل موضوع الزواج هذا فيما يخص طبيعتك، وعلاقاتك القريبة، هل فيها درجة من الاعتمادية النفسية؟ إلى أي مدى؟ ماذا فعلت طوال تلك الفترة في حياتك المهنية ومع الأصدقاء ومع نفسك؟ هل قيَّمت التجربة ككل؟ أم توقفت فقط عند ما حدث من تجاوزات تسترجعها، فترى أنها كانت دليلًا أن الزواج كان واعداً بالنجاح؟ فالتجاوزات رغم أنها تعبير عن المشاعر فإنها ليست العنصر الوحيد الذي سيتم أخذ قرار بإكمال الزواج بناء عليه أو لا، فهناك صفات الشخص ومواقفه ووجهة نظره في شتى الأمور المختلفة وتوافق الأسرتين وتوافق الطرفين نفسيهما عقليا وعلى مستوى المشاعر وأسلوب ممارسة الحياة ودرجة التدين، الخ.

لذا أقترح عليك أن تحترم حزنك دون أن تغرق فيه، وتراجع ما قلته لك عن نفسك وعن التجربة وعمن يحيطون بك من أناس ناضجة وحكيمة وداعمة لإحساسك؛ واهتم “بمسؤولية” عما قلته لك؛ حتى تتحول تلك التجربة لدرس” نافع” لك يحميك من الغرق في الأحزان والتساؤلات؛ فتتأثر بشكل خاطىء غير واعِ وغير ناضج، فتظلم نفسك أو غيرك ممن قد يظهر بعد ذلك، فتكرر التجربة أو تظلمها، أو تظلم الحياة نفسها، فما حدث قد حدث لأسباب تعود لك ولها، تعرف عليها بصدق وحيادية؛ لتكمل حياتك أفضل من السابق بزيجة تستحقها، ودمت طيباً سعيداً راضياً.  

آخر تعديل بتاريخ
12 مايو 2023