23 ديسمبر 2020

خرجت من علاقة عاطفية فاشلة وانهرت

خرجت من علاقة عاطفية فاشلة.. كنا متفقين على الزواج حتى تزوج بأخرى فجأه لظروف ما.. لم أقتنع بها تحديدا .. أعلم أنه لو أرادني لحارب من أجلي.. فجأه في أيام قليلة تم زواجه.. انهرت وأشعر باكتئاب حاد، وأيضا أسمع صوتا بداخلي، وكأن نفسي تحدثني وتترفق بي.. لا أعلم ما إذا كنت قد جننت أو ما طبيعة الحالة التي أمر بها، مع العلم أنني لم أسمع صوتي الداخلي هذا في حياتي قط.
أهلا وسهلا بك يا منى،
لا شك أن ما مررت به أمر صعب للغاية يا صديقتي، ونسميه علميا بالصدمة النفسية، والصدمة النفسية هي الأمر الذي يمكن أن نقول عنه إنه الشيء الذي حتما سيمر به كل إنسان بلا أدنى شك؛ لأن الصدمة النفسية هي أمر لا يتوقع الشخص أن يحدث له، ولا يتحمل جهازه النفسي القدرة على مواجهة هذا الأمر الصادم بالشكل الذي يجعله يصل لدرجة راحة ورضى حقيقي.

الصدمة لا تتعلق بموضوع الحدث، ولا بحجمه هو في حد ذاته، وتتوقف على أهمية ما حدث للشخص، وبالتالي أثره البالغ عليه، لذلك نجد شخصا يتمكن من تحمل منظر صعب جداً عند شخص آخر، وينهار حين يسافر صديقه القريب جدا منه لبلاد بعيدة، وأخرى لا تتحمل وفاة قطتها، وقد تحملت وفاة والدها مثلاً، ولا يوجد خطأ أو صواب في هذا أو ذاك، لكن يوجد جهاز نفسي يتمكن من التعامل مع أمور، ولا يتمكن من التعامل مع أمور أخرى بشكل صحي، ففراق حبيبك وحده أمر صادم لك، وزواجه السريع جداً هذا أمر صادم آخر أضيف للصدمة الأولى، لذا كان صوتك الداخلي، أي نفسك تتعاطف معك، وتهوّن عليك ما حدث، وهو أمر رائع جداً وصحي تماماً نأخذ وقتاً فيه كمعالجين حتى يتمكن الشخص من التعاطف الذاتي مع نفسه.

والذي أستغربه فعلا هو أنك لم تتحدثي مع نفسك قبل ذلك.. فلا جنون.. ولا أي شيء.. هي لحظات تعاطف منك لنفسك طبيعية بسبب هاتين الصدمتين اللتين جاءتا معا، وقد يكون تغير مزاجك بهذا الشكل للمرة الأولى مع ما حدث اجتمع هذا كله معا فلاحظتِه أنت الآن فقط؛ فالصوت الداخلي يأتينا جميعا بشكله الطبيعي حين نفكر داخلياً، وحين نتصور أموراً نتمناها، قبل أن تحدث ونسميها أحلام يقظة، وحين نتحاور داخلياً لنأخذ قرار في أمر يهمنا، وهكذا؛ ومن الطبيعي أن يكون هذا قد حدث معك ولكنك فقط لم تلحظيه.

وأقترح عليك أن تأخذي هذا التعاطف بجدية، وتترجميه إلى أفعال؛ فتقومي بأنشطة، وتأنسي بأشخاص تثقين فيهم للتعبير عن مشاعر حزنك، وتحاولي التركيز في أدوارك المختلفة في حياتك، كدراسة، أو عمل، أو داخل عائلتك، وألا تحومي حول الذكريات أو أخباره أو التواصل معه بأي شكل لمدة لا تقل عن أربعة شهر لستة، ثم بعدها يمكن إعادة تقييم تجربتك لتتعرفي على حقيقة ما حدث منك وجعل تلك العلاقة تؤلمك بدلاً من أن تسعدك دون الاهتمام الكثير بما قام هو به؛ فهو لا يستحق أن يأخذ من وقتك وطاقتك أكثر مما أخذ؛ فقد تكتشفين أنك تهاونت في عدم قدرته عل تحمل المسؤولية مثلاً، أو تنازلت عن حقوقك كحبيبة، أو لم توضحي موقفك في أمر مهم كان بينكما تحت ادعاءات.. إلخ، دمت بخير.


اقرئي أيضاً:
حصلت لي صدمات كثيرة في حياتي
كرب ما بعد الصدمة أم اكتئاب؟

آخر تعديل بتاريخ
23 ديسمبر 2020