12 سبتمبر 2018

خبرة التحرش في الصغر.. همّ في الكبر

أتعرضت للتحرش، وأنا عمري 15 سنة من شخص قريبي وما زال الموضوع مؤثرا علي جدا.. أفقدني الثقة في الجميع.. بقيت أخاف من لمس أي رجل حتي والدي لو لمسني دون قصد أو بيسلم علي، والشاب اللي عمل كدا كتير بحس إني خايفة منه لدرجة أما بشوفه بدخل أوضتي وبعاني من كتر الصمت مش بعرف أكلم حد ولا أحكيله ولا أثق في أي بني آدم مهما كان حبي ليه 😓، وروحت لدكتور نفسي تقريبا 3 شهور وزهقت وبطلت متابعة من كتر كل جلسه أكون مقررة أحكيله كل شي، وأروح مقولش حاجة.. مش عارفة أعمل إيه؟ أرجع تاني للدكتور ولا أتصرف إزاي؟
عزيزتي رحمة؛
وصلتني رسالتك وأتفهم جداً خبرتك ومشاعرك، اختبار تجربة كالإيذاء الجنسي هو واحد من أكثر اختبارات الطفولة ألماً وأثراً. وأتفهم كذلك صعوبة المشاركة بذلك حتى لشخص محل ثقة معتبر كمعالجك النفسي.

في الصدمة تنشط اللوزة الدماغية (مركز غريزة البقاء) بدرجة مبالغة حتى أنها تغلق الحصين (مركز التسجيل، والمهم في التعلم) فتظل التجربة عالقة في الحاضر، ويعجز الدماغ عن معالجتها كذكرى وكجزء من الماضي، ويصبح كل اجترار لها هو إعادة اختبارها وليس تذكرها، وهي أهم سمة من سمات اضطراب كرب الصدمة PTSD.

اضطراب قدرتنا على التعبير بسبب ضمور منطقة الجسم الوصلي (Corpus Callosum) والمسؤولة عن ربط الفص الأيمن (المتخيل والوجداني) بالفص الأيسر (المعبِّر والإداري)، ولذا فمن المفيد تعلم مهارات كتابة الخواطر والرسم التعبيري، وهي مهارات تحتاج تناغم الفصين الدماغيين مما يعزز من كفاءة الجسم الوصلي.


كذلك ينبغي تفهّم أن مشاركة آخر بأسرارنا هي مشاركته وائتمانه على جزء منا، ولذا فمن حقنا أن نسمح لأنفسنا بأخذ الوقت الكافي للثقة والتأكد من أهليته، وفي الوقت تفسه نحتاج أن نمتلئ بالشجاعة لتخطي حاجز الثقة المهتزة في الآخرين.. ورجائي لك بالسكينة والسلام.
آخر تعديل بتاريخ
12 سبتمبر 2018