20 مارس 2016

حيوية ونشيطة.. عائلتي والمجتمع مصدر قلقي

أنا حيوية ونشيطة، لكن ظروفي الاجتماعية والمشاكل العائلية تعرقلني في الكثير من الخطوات، فينتابني الخوف والقلق الدائم، بماذا تنصحونني من فضلكم ولكم الشكر.
الأستاذة wassila؛

سؤالك برغم أنه مختصر، إلا أنّه مهم، فكما تقولين بأنك إنسانة حيوية ونشيطة، ولكن ظروفك الاجتماعية والعائلية تُعرقلك، وبذلك ينتابك الخوف والقلق الدائم، وهذا الشعور طبيعي أن يترافق مع من هم في مثل وضعك.

فالشخص الحيوي النشط والمحاط بمشاكل عائلية واجتماعية قد يتعرض للقلق والخوف الدائم، حيث أن وجود مشاكل عائلية واجتماعية بالنسبة للشخص الحيوي والنشط يُشكّل عائقاً ليس من السهل التخلّص منه، لكن هذا لا يجعل الشخص يُحبط ويستسلم بل عليه أن يحاول التغلّب على هذه المشاكل وكذلك محاولة تخليص نفسه من الخوف والقلق، نعم ليس هذا الأمر سهلاً، لكن على الشخص ألا يستسلم للقلق والخوف، لأن مشاعر الخوف والقلق تؤثر سلباً على جميع نواحي الحياة عند الإنسان.

الإنسان الذي يُعاني من القلق والخوف شخص يعيش حياة غير صحية، ومشاعر القلق تجعل الإنسان يُعاني من مشاكل عضوية كثيرة مثل القولون العصبي واضطرابات الجهاز الهضمي، وكذلك أمراض القلب والجهاز الدوري، وكذلك بالنسبة للمرأة يُحدث اختلالاً في الهرمونات ويؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية.

أرى بما أن عمرك 27 عاماً، فهو عمر ليس صغيراً جداً، ولكن عمر تستطيعين معه أن تتأقلمي مع ظروفك الاجتماعية والعائلية، لا تقعي في فخ هذه الظروف وتجعلينها تستهلك طاقتك وحيوتك، ومن ثم تقعي في اضطرابات التكيّف، وربما يقودك هذا إلى أمور أسوأ مثل الاكتئاب الذي إذا وصلت له سوف يجعلك شخصاً فاقداً للحيوية والنشاط الذي تتمتعين به.

حاولي أن تُخرجي نفسك من دوامة الخوف والقلق حتى لو بمساعدة شخص متخصص في العلاج النفسي، إذا لم تستطيعي أن تخرجي لوحدك، وهذا ما أفضله بالنسبة لك، فخروجك من دوامة الخوف والقلق لوحدك وبمساعدتك الذاتية هي التي سوف تدوم وتستمر، بالرغم مما ذكرته عن حاجتك للمساعدة من شخص متخصص إذا لم تستطيعي فإني أنصحك بعدم اللجوء للأودية المهدئة، خاصة التي يمكن الاعتماد والتعوّد عليها حيث يصعب التخلّص منها، أعتقد أنه باستطاعتك أن تتخلصي من المشاكل التي تُحيط بك إذا حاولت بتفكير ناضج أن تُخرجي نفسك من هذه الظروف التي تُحيط بك، ولا تنسي أن كثيراً من العظماء مرّوا بظروف اجتماعية صعبة وهذا جعلهم يعملون بجد ومثابرة حتى وصلوا لأهدافهم، فاجعلي أنت لنفسك هدفاً وهو الخروج من هذه الظروف ومن الخوف والقلق وإن شاء الله سوف تنجحين والله يرعاك ويوفقك.
آخر تعديل بتاريخ
20 مارس 2016