25 سبتمبر 2020

حياتي مليئة وأهرب من مشاعري

حياتي مليئة، صلاة، عمل تطوعي، كليتي، أصدقائي، ولكني كنت علي علاقة بشاب وانتهت علاقتنا منذ أكثر من سنة، ولا أستطيع نسيانه، ورغم كل الأشياء التي أقوم بها أشعر بثقل وألم في صدري، أعلم تماماً من أين جاء، أحاول ألا أقاوم هذا الألم، وأن أتعايش معه، ولكن إخبار نفسي الدائم لي بأنه سيعود هو ما يؤلمني حقا، أريد أن أنظر لشخص آخر، هل لديك حل لي؟
أهلا وسهلا بك عزيزتي مريم؛
شكرا لاستشارتك لنا بُنيتي؛

مريم، ما ذكرتِه من انشغالات الحياة لديكِ، صلاة، عبادة، عمل تطوعي، دراسة، أصدقاء، عائلة وأهل، كل هذه الأمور هي بالضبط الأمور التي تستعملينها لكبت مشاعرك تجاه علاقة انتهت.. وسائل للهروب من مواجهة طوفان مشاعر الحداد لديك على العلاقة المنتهية.. طرق لإخماد وإلهاء الوقت وإشغال نفسك بأي شيء حتى لا ترجعي لدوامة التفكير.

هي أكيد أمور مفيدة ومثمرة، لكن يا عزيزتي هذا بالضبط هو ما يبقيكِ في هذه الدوامة.. هروبك منها يجعلها موجودة.. مختبئة تحت كومة الانشغالات، وبمجرد أن تجد متنفسا ترجع لك المشاعر نفسها من الخيبة والألم.

عزيزتي مريم.. ما أنت بحاجة إليه وبشدة هو مواجهة الأمر وعدم الهروب منه.. اجلسي مع نفسك.. واجهيها بحق.. أخرجي كل مشاعرك وكل كبت الألم.. ابكي.. أنت لا تبكين على شخص.. سبب بكائك وألمك هو فقدانك لعلاقة كنت ترين فيها مستقبلاً لكِ.. ابكي.. ولكن، وهنا الـ"لكن" قوية عزيزتي مريم.. وأنت تخرجين جميع مشاعرك أدركي أمراً مهماً جداً.. إن ما استطعت بناءه مع هذا الشخص تستطيعين بناءه وبصورة أفضل مع غيره.. لأن المشاعر والعلاقات هي المهمة ونحن الذين يبنيها.. فباستطاعتك تكوين علاقة مستقبلية.. بالعكس أصبح لك من الحنكة ما سيجعل اختيارك أفضل هذه المرة.. أخطاؤك لن تكرريها.. واختيارك سيكون واعياً أكثر لأن خبرتك أكبر.

طلب أخير: اجلبي ورقة وقلماً، واقسمي الورقة في المنتصف حقلين.. إيجابيات وسلبيات علاقتك الماضية.. السلبيات ستجعلك واعية لأخطاء مستقبلية لن تكرريها.. والإيجابيات هي صفات ستنمينها في مستقبلك عزيزتي مريم.

واجهي مريم، لا تهربي من مشاعرك، وأتمنى لك كل الهناء وراحة البال يا رب.. تحياتي.


اقرئي أيضاً:
مراحل ألم الفراق.. افهمها لتتعافى
آخر تعديل بتاريخ
25 سبتمبر 2020