28 يناير 2022

حياتي تدمرت بسبب زوجي السابق

مرحبا، لا أستطيع ممارسة حياتي، كُتب كتابي يوما ما، وكنت متعلقة به ومفرطة في مشاعري تجاهه وبعدها تركني، وأعتقد أنه أخبر كثيرا من الناس لما لهم من تلميحات تجاهي، وكأني زانية.. الآن أكره نفسي كثيرا وتدهورت حياتي بشكل رهيب والغضب يلازمني. ألوم القدر ولا أتقبل أي شيء .. مرت  ٨ سنوات و الناس تعايرني بهذا وطبعا لا أستطيع الزواج، طرقت كل أبواب الطب النفسي ولم يجد ذلك نفعا.. أشعر وكأني عالة على أهلي ولا يحبني أحد من أهلي، فاشلة في شغلي جدا، وهناك تفاصيل أكثر بكثير في حياتي تجعلني غاضبة بشدة، وكأني ساقطة
اهلا وسهلا بك يا ابنتي؛
رغم شعوري بمدى ألمك، وكم ما تحملته من خذلان وغضب، وحزن، وخجل شديد، إلا أنني لاحظت أمرين غاية في الأهمية قد يساعدانك في الخروج من معاناتك كبداية جيدة تحتاج منك لمزيد من العمل على إنهائها بشكل صحيح، وهما:
1. أن ما حدث كان كما ذكرت منذ ثماني سنوات، وهذا يعني أنك كنت في التاسعة عشرة من عمرك، أي كنت فتاة صغيرة نسبياً، لا تدرك تماماً أبعاد ما قد يحدث في المستقبل، أو ما قد تحمله البشرية من عاهات نفسية؛ فعلام تحاسبين نفسك وقتها؟ فأنت الآن تدركين أكثر مما كنت عليه وقتها فلم يكن لديك إدراك أو خبرة تحاسبين نفسك عليها وتغضبين.

2. طريقة تفكيرك يا ابنتي التي ألاحظ أن فيها ما نطلق عليه أخطاء، أو عيوب التفكير ورغم أنها ألفاظ ليست باللطف المطلوب إلا أنها تصف أثر طريقة التفكير على مشاعر ومعاناة الشخص الذي يحملها، وهو التعميم والسحرية.

فالتعميم يجعل الشخص يرى فكرة، أو أفكارا لا تقبل أي استثناء، وكذلك التفكير السحري يرتبط بتصديق ما لا يخضع للواقع بأدلة منطقية، فقد ذكرت مثلاً ما يدل عليهما أكثر من أمر بأنك عالة على أهلك وأنهم لا يحبونك:
  • فهل هذا حقاً الواقع؟
  • هل اخبروك بذلك؟
  • هل يتحدثون عن كونهم يصرفون عليك وهذا يرفضونه؟
  • هل تأكدت بالأدلة أن زوجك السابق تحدث عما حدث بينكما؟
  • وكيف تأكدت أنه فعل ذلك؟
  • هل فعلا طرقت أبواب العلاج النفسي وفشلت معك؟
  • هل معنى ذلك أنك تعرضت لكل أنواع العلاج النفسي؟
  • هل فعلا لا تتمكنين من إنجاز أي شيء في عملك؟
كل هذا يدل أن هناك مراجعة تحتاجينها بقوة لطرق تفكيركِ، ولا يعني ذلك أن هناك بعض التصرفات التي تزعجك وتحرك تلك الأفكار، وقد يكون هناك بعض التصرفات تدل على ذلك، ولكن قتامة الوضع وعدم وجود شيء آخر هو أكثر ما يجعلك في حالة معاناة لا تنقطع منذ ثمانية أعوام.

هيا ابدئي في تلك المراجعة وضعي احتمالات أخرى واختبريها بما فيها تغيير المعالج الأخير أو إخباره بأنك تحتاجين طريقة جديدة في العلاج غير التي سلكها.
آخر تعديل بتاريخ
28 يناير 2022