أهلاً وسهلاً بك يا ولدي،
ما تعاني منه هو عرض معروف جداً اسمه "اختلال الأنية"، ورغم أن اختلال الأنية ليس عرضاً قائماً بذاته، إلا أنه يرتبط كثيرا بالاضطراب النفسي المرتبط بالقلق، أو الاكتئاب، أو بعض الأمراض النفسية الأخرى؛ وفيه يشعر الشخص الذي يتحمل جهازه النفسي ضغوطا ترهقه وكأنه غريب عن الأماكن، والحياة عموما من حوله؛ فيشعر وكأنه يحلم، أو أن البشر من حوله كأنهم يمثلون فوق خشبة المسرح، أو أنهم يتحركون ويتحدثون ويتصرفون كأنهم آلات، وعادة يحدث هذا في وقت الصباح؛ فلا يشعر بشعوره كما كان يشعر بالصباح سابقا.

وأحيانا ما يحدث الاختلال في التواصل بالجسد، والمشاعر، والنفس، وليس بالمكان، أو كلاهما.

وفي حالة اختلال الأنية التي تخص علاقتك بنفسك؛ فإن الشخص يشعر وكأنه يعرف نفسه كما يعرفها من بعيد، ولكن ليس كالسابق؛ فمشاعره ليست كما كان يشعرها، وكأنه يسأل نفسه من هذا الذي يلبس جلدي، ويسأل نفسه من أنا؟، وكيف أنا؟ إلخ.

ما تتحدث عنه معروف تماما لدى المتخصصين، ولست وحدك من يعاني مما تعانيه؛ فهناك الكثير ممن يتحملون ضغوطاً نفسية سواء بوعي أو بدون وعي بها، يشاركونك نفس تلك المعاناة.

يبقى أن أقول لك أمرين:
- الأول: إن برودة أطرافك، وخفة جسدك تتبع اختلال الأنية، وغالبا هي عرض لوجود قلق نفسي كبير لديك يتأرجح بين أعراض متنوعة كعرض اختلال الأنية هذا، ونوبات الفزع البسيطة التي تشعر بها في شكل برودة أطراف، وخفة جسد، إلخ.