13 يناير 2018

تعرضت لعنف زوجي.. وابنتي مكتئبة

مرحباً.. أنا أعيش في أستراليا.. تعرضت للعنف المنزلي من زوجي وحماتي أمام أولادي.. والآن أعيش مع ابنتي لوحدنا في أستراليا.. عمر ابنتي 8 سنوات، أصبحت تعاني من الوحدة والمشاكل النفسية.. أنا خائفة أن أعطيها مضاد اكتئاب في هذا العمر.. أنا متعبة جداً لأنها لا ترغب برؤية أحد.. أرجوكم انصحوني
أهلاً بك أختي الكريمة،
الاكتئاب مرض نفسي يصل له الشخص حين يتعرض لضغوط كثيرة لا يتمكن جهازه النفسي أن يحتملها، فهو اضطراب نفسي يجعل الشخص غير قادر على ممارسة أدواره المطلوبة منه في الحياة سواء كانت دراسة أو علاقات اجتماعية أو زواج أو أبوة أو بنوة أو حتى متابعة صحية أو رياضة.. الخ.

والاكتئاب لا يتم تشخيصه إلا من خلال المعالج النفسي المتخصص حين تتوافر المعايير التشخيصية المطلوبة؛ والتي تكون في صورة مجموعة من الأعراض المستمرة لمدة أسبوعين متصلين أو أكثر، وحين تتوافر هذه المعايير يبدأ المعالج في تحديد خطة علاجية لمساعدة المريض على الخروج من هذا المرض ثقيل الظل.

ولا أكتمك سراً إن قلت لك، أن كثيراً ممن تم تشخيصهم باكتئاب جسيم، أو حتى اكتئاب بسيط ولكنه كان مستمراً مع الشخص على مدار حياته، كان اكتئابهم قديماً منذ طفولتهم، وكان احتمال تحسنهم، أو على الأقل احتمال عدم تدهورهم، وارداً جداً لو كانوا احترموا تلك الأعراض وتم علاجها منذ الصغر.

وما أطلبه منك، الآن، أن تحترمي العلم، وأن تحترمي ألم ابنتك النفسي، ولا تسارعي للتشخيص بنفسك.. واعرضيها على معالج نفسي متخصص؛ فهناك أخصائيون نفسانيون في التعامل مع الأطفال والمراهقين؛ تعلموا كيف يتمكنون من عمل علاقة صحية علاجية معهم، وكيف يختارون خطة تتناسب مع ظروف وطاقة الطفل النفسية، ويطلبون ممن يرعاهم أن يقوموا ببعض الأمور ليحسنوا من وضع أولادهم النفسي.

المهم هو ألا تقلقي يا أختي الكريمة، وأن تقدمي لطفلتك يد العون المتخصصة؛ والمعالجون المتخصصون في علاج الأطفال لا يلجؤون للدواء وحده، وعندما يصفون أدوية نفسية للطفل فلضرورة يجدونها، ولقد تطورت الأدوية النفسية كثيراً في السنوات الماضية، فلا تنساقي وراء سمعة الأدوية النفسية التي لا تمت للواقع بصلة؛ فهي ليست إدمانية - إلا قليلاً جداً منها ولا يصفها المعالج إلا للضرورة القصوى بجرعة درسها، ومن المؤكد أنها لن توصف لطفل -، ولا تفسد المخ ولا تجعله مريضاً دائماً، ولا غير ذلك من تلك الخزعبلات؛ بل هي تعينه، وتعيده لنقطة التوازن من جديد، ولها دور مهم حتى يطمئن المعالج من انتهاء دورها فيوقفها بطريقة متخصصة؛ فلتتوكلي على الله وابدئي في علاج ابنتك بلا قلق؛ فالمعالج الأمين يهتم لصالح من يتابعه كمن يرعاه وإن لم يكن أكثر.

اقرئي أيضاً:
س وج حول مضادات الاكتئاب للأطفال والمراهقين
لماذا قد يصاب طفلك بالاكتئاب؟ وما مخاطر ذلك؟
العنف المنزلي والقولون العصبي.. قاتلان لنفس واحدة
ما هي دواعي الاستشارة الزوجية؟

آخر تعديل بتاريخ
13 يناير 2018