11 أكتوبر 2019

تعرضت لصدمة وجسمي ينتفض

تعرضت لصدمة من فترة قليلة.. مشهد مخيف حسيت بعدها إن جسمى ينبض.. وبعدها يوميا أحس بنبضات فى أصابع اليد والأرجل وخصوصا عند النوم.. هل سوف تلازمنى هذه النبضات لفترة طويلة وهل لها علاج.. علما بأني لم أعان طول حياتىيمن أي إحساس مشابه وكنت أعيش حياه عادية جدا ولم أذهب إلى طبيب
عزيزتي مني/
وجود أعراض جسدية بعد التعرض لحدث صادم أمر شائع، فالجسد يعبر بقوة عن المشاعر النفسية الناتجة عن التعرض للصدمة، لا أستطيع الجزم بما تعانين بسبب قلة المعلومات المتاحة، ولكن سأحاول الإجابة بصورة عامة لعل في إجابتي فائدة للجميع.



هناك تفسيرات مختلفة لحالة الرعشة؛ منها ما تقدمه إحدى أهم مدارس العلاج النفسي للصدمات، ومؤسسها بيتر ليفين، وهو أن الجسم يقوم بتفريغ الطاقة المكتومة بداخله، تماماً كما يحدث للحيوانات التي تتعرض لهجوم من حيوان مفترس في الغابة ثم تنجو، فإنها تذهب لمكان تشعر فيه بالأمان ثم تبدأ أجسادها في الانتفاض حتي يتحرر الجسد من هذه الطاقة المخزنة بداخله.

الفرق بيننا وبين الحيوانات كما يقول هو أن الحيوانات لا تحاول منع هذه الانتفاضات؛ فهي تعلم أنها في صالحها، بينما يحاول الإنسان، نتيجة خوفه منها، أن يوقفها بشتى الطرق حتى ببعض العقاقير والأدوية، فلا تتحرر هذه الطاقة من الجسد، وتظهر أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة.



والذي أنصح به هو محاولة التواصل مع مصادر الأمان حولك، أهلك وأصدقائك أو الأماكن التي تعزز إحساسك بالأمان كالطبيعة، أو بيوت العبادة، أو ممارسة بعض الأنشطة التي تحبينها وتعزز الأمان بداخلك، وإذا حدثت هذه الرعشة فاسمحي لها بالحدوث، ولا تفزعي ولا تحاولي إيقافها، فهي جزء من عملية هضم الخبرة الصادمة التي مررت بها، وإن احتجت أن تكوني بجوار أحد أثناء ذلك فاطلبي ذلك منهم، واشرحي لهم ما يحدث.

عند استمرار الأعراض لمدة أطول أو ظهور أعراض أخرى، أو إضرابات في النوم أو الأكل أو الذاكرة أو تأثيرات على الحياة الوظيفية والاجتماعية.. فيمكنك عندها زيارة الطبيب النفسي للتأكد من التشخيص ووصف الخطة العلاجية.
آخر تعديل بتاريخ
11 أكتوبر 2019