17 سبتمبر 2022

تعرضت لأمور صعبة وغير سعيدة وفقدت الشغف

تعرضت لأمور بشعة في حياتي، وبدأت منذ كنت في سنّ 18، إذ تعرضت لسحر، وتعرضت لخيانة.. فشلت بدراستي.. فشلت بالحب.. أي إنني عشت سنة ونص سنة إنسانة ميتة.

المشكلة ليست هنا، المشكلة في أنّ العمر مرّ وأنا أعيش بالماضي. أحسّ دوماً بخنقة، ودوماً لا شيء يعجبني، وغير سعيدة. أفتقد المتعة والشغف في حياتي. لا حياة عندي. تزوجت وعندي أولاد، لكنني ما عندي حياة. أعيش مع أولادي، وأحس بأنهم لا يحبونني. أهرب من واقعي، وأعيش في عالم ثانٍ أنا أرسمه.

لستِ وحدك من تلجأ إلى ذلك. عندما نمرّ بأزمة أو نعاني من شدة نفسية نركد فيها.. ونستمر باجترار هذه المرحلة ونعاود التفكير فيها مراراً وتكراراً، في محاولة منا لفهمها ومعرفة الأسباب، أو حتى لا نمر بمرحلة مشابهة.

دعيني أخبرك بحقيقة قد تكون صادمة لك. من السهل جداً الاستمرار بالحزن وتجاهل كل الأسباب التي تدعونا إلى رؤية ما نملك حالياً من عوامل الحياة الجيدة.

لماذا؟ لأن الحزن مريح، نعم مريح، الألم لا يوجد بعده ألم، العقل يألفه لأنه معروف، وهي الحالة التي يخاف منها. إذاً إذا استمر تعودها لن تعود مخيفة، لكن على الطرف الآخر الأمل مخيف، لأن وراءه في بعض الأحيان خيبة أمل.. والسعادة قد تزول.. والفرح والعيش بهناء قد يتغيران لحزن. إذاً، لنتعود الحزن.

هذه هي الأفكار اللاواعية التي تجعل البشر يتمسكون بشدة باجترار الأوقات الحزينة، لأن الحزن منطقة أمان يرفض العقل الخروج منها.

 

إذاً، بعد أن رأينا أن ما نمر به صنيعة عقولنا، وهو رغبة بعدم الخروج لمنطقة لا نعرفها، بعد هذه المعرفة لنفكر أنا وأنت يا عزيزتي في

المراحل التعيسة التي مررنا بها، نحن من عبرها، القدرة كانت و ما زالت وستبقى داخلنا. ولكننا نتوهم بأنها غير ذلك.

دعيني أسألك عن علاقاتك الجيدة الآن، ما هي؟ هل لك يد في استمرار هذه العلاقات؟ علاقاتك غير الجيدة، ما نسبة الجيد بها ومانسبة السيئ؟

لكل شيء نسبة. لماذا نستمر بالمطالبة بالمئة من مئة (إما 100٪ جيد أو لا).

 

 

ما أدعوك إليه عزيزتي، التفكير المنطقي في هذه الطريقة، ومحاولة تغيير نمط التفكير المسيطر عليك، وإذا وجدت صعوبة في ذلك، فبالتاكيد أتمنى منك المتابعة مع طبيب نفسي ممن يقدمون جلسات العلاج النفسي، والتزمي معه الخطة العلاجية.

 

أتمنى لك أن تعيدي النظر بحياتك وتلاحظي ما ناقشناه، وإن شاء الله تجدين ضالتك.

آخر تعديل بتاريخ
17 سبتمبر 2022