06 سبتمبر 2017

تدليل أبي يفسد أختي.. اعرفي حدود مسؤوليتك

عمري 21 سنة، أختي الصغرى عمرها 8 سنوات، يدللها أبي بشكل بشع، لا تطلب شيئا إلا يأتيها به، لا تتقبل من أي أحد النقد أو الاختلاف أو النظر على وجه لا يرضيها ولا حتى على سبيل المزاح، لا تتقبل الهزيمة ولا حتى في لعبة مع أطفال مثلها.. ما إن تصرخ حتى يقيم أبي الدنيا لأجلها ولا يقعدها، وهي تتلذذ بذلك وتراه بطلها الشجاع.. أبي مدخن قلدته في الخامسة، ورأيناها تضع سيجارة مشتعلة في فمها، ومنذ شهر رأيناها مرة أخرى وأبي لا يعلم ذلك، ماذا أفعل أفدني أرجوك
صديقتي ياسمين، تحياتي لك وأشكرك على استشارتك.

يبدو لي يا عزيزتي اهتمامك بأختك الصغرى، وإن كانت أصغر من تحميلها اللوم على سلوكها، ويبدو أن والدك له دور كما وصفتِ.

وكنت أود أن أسمع منك: كيف أثر هذا على علاقتك بهما؟ وكيف يعاملك والدك؟ وهل تشعرين بأنه يميز بينك وبين أختك؟ وهل تشعرين بأن لك صوتا مسموعا في منزلك؟ وإذا كانت أختك تراه بطلها الشجاع فكيف ترين والدك؟ وكيف تحبينه أن يكون لك؟

أثير معك هذه التساؤلات لأن الحق الذي تستطيعين المطالبة به هو علاقة سوية بينك وبين أبيك بغض النظر عن علاقته بأختك التي تقع على عاتقه ومسؤوليته هو.

أقترح عليك يا عزيزتي أن تختلي بنفسك قليلا، وتفكري في احتياجاتك أنت من والدك، ما الذي افتقدتِه في علاقتك به؟ ما هو الشكل الذي تتمنين أن تكون عليه علاقتك به؟ هل تحصلين على اهتمام كاف؟ دعم كاف؟ هل علاقتك به مصدر سند وأمان لك؟ وكلما اكتشفتِ احتياجا ما له صارحيه به، اطلبيه منه، عبري له عن احتياجك لحضنه وتدليله وتشجيعه.. قد يكون والدك مبالغ في تدليل أختك بصفتها الابنة الصغرى، ويعتبرك كبيرة ولا تحتاجين لاهتمامه، أو ربما لا يعرف كيف يوجه لك اهتمامه. ربما تحتاجين أنت وهو إلى جلسة ودية وصريحة تساعدكما على تكوين علاقة مختلفة مع بعضكما البعض، وتزيد من مساحات القرب بينكما.

يمكنك أن تصرحي له بما يقلقك في سلوك أختك، ولكن ليس بدافع اللوم، وإنما الاهتمام بها ورغبة في تحسين علاقتك بها، واقبلي أنه المسؤول عن تربيتها هو ووالدتكما حتى لا تحملي نفسك مسؤولية تغيير تصرفاتها.

تمنياتي لك ولأسرتك بكل خير.

اقرئي أيضاً:
علاقة البلع والتفرقة بين الأبناء.. مشكلاتنا المزمنة
وصفة للحياة رغم ظلم الأهل

آخر تعديل بتاريخ
06 سبتمبر 2017