05 يوليو 2017

تحرش في الصغر وإدمان الجنس

اتعرضت لمحاولات تحرش كتير في طفولتي وفترة المراهقة لحد ما وصل الموضوع للإدمان، بقى عمري 24 وما فيش في حياتي حد، ما بفكرش غير في موضوع الجنس وده تاعبني جدا علشان بحاول أحافظ على نفسي وأسيطر عليه بلعب رياضة ومتطوعة في جمعيات خيرية وبحفظ قرآن، وبدرس في الجامعة،  معنديش وقت فاضي بس مش قادرة أبطل أفكر في  الموضوع، وما فيش إمكانية إني أتابع مع طبيب نفسي
عزيزتي/ أسماء:
أهلاً ومرحباً بك ونشكرك على ثقتك في موقع صحتك.
واحدة من أشد الأزمات التي تواجه الطفولة هي الإساءات الجنسية، وللأسف فإن طفلة من كل أربع، وطفلاً من كل خمسة يتعرض لإساءة جنسية قبل أن يتم عامه السادس عشر.

وأسوأ نتائج الإساءات هي تشويه الصورة الذاتية، وتكرار الإساءات يغرس رسالة عميقة في الداخل بعدم القيمة واستحقاق الإساءة، وهذه الرسالة، أيتها الغالية، لا تعبر عنك حتى وإن كنت تتذوقين مرارتها الآن، ولكنها من غرس المعتدي.

ومن أخطر حيل بعض المعتدين هي حمل رسالة مسؤولية للضحية، "أنت فاتنة الجمال ولذلك لم أستطع منع نفسي عنك"، هكذا برر أحد المعتدين لفتاة جريمته، وكانت النتيجة أن هذه الفتاة كانت تحمل رسالة غضب ورفض لجسدها وشعورها بأنها شاركت في انتهاكها. لذلك أشدد عليك: لست مسؤولة عما حدث لك من تحرش واعتداء.

حتى وإن شعرت بلذة أثناء الإيذاء فهذه ردة جسدية طبيعية لا تحمل أي قبول ولا رضا. ولذا أول من أطلب منك أن تغفري لها هي أسماء، فلا تحملي عليها الثقل ضعفين.

وشعورك الحالي بنشاط الغريزة مفهوم من خلال التاريخ الذي حكيتِهِ، ولكن أين أنت منه؟ أين قيمة أسماء؟ وأين قيمة الآخر؟

يا أسماء، حين نجنسن الآخر نفقده، نفقده على الحقيقة لأننا أكبر بكثير من غرائزنا، لديك احتياج مقبول، ولكن هل حقق السلوك الجنسي المفرط أي إشباع؟ أم نقصت صورتك الذاتية أكثر؟

زيارة الطبيب قد تكون ضرورية، ولكن أرجو أن تساعدك زمالة مدمني الجنس المجهولين، وهناك اجتماعات على الإنترنت، ولست مضطرة للحضور على الأرض.

أدعوك لرؤية أخرى لنفسك، رؤية جديدة للآخر والحياة والعالم. ما زلت مشرقة فلا تغيبي خلف جدار الشهوة والإدمان يا عزيزتي.
آخر تعديل بتاريخ
05 يوليو 2017