18 أبريل 2016

تحرر من سجن أهلك .. وكن نفسك

السلام عليكم، أنا في ثانوية عامة، وأكبر واحد في اخواتي وفي ولاد عمي، يعني أمل العيلة والعيلة كلها حاطة أملها فيا، وبمر بأزمات نفسية محدش مقدّرها ومش قادر أستحمل الضغوطات ومريض بالوسواس القهري وبَكره فكر أهلي، وعايز أذاكر بس كل ما أذاكر نفسي بتتسد بطريقة رهيبة، وكل ما أذاكر بفكر في أفكار غريبة زي مثلًا إني أهرب وأهاجر، أعمل إيه؟ (أهلي رفضوا إني أروح لدكتور نفسي).
أخي الكريم محمد؛

الهجرة والهروب لن يحرراك بصدق، فلتتحرر من سجن نفسك في أفكار أهلك التي ليس لها محل من الإعراب سوى الضغط من أجل تحقيق أحلام فشلوا هم في تحقيقها، فضغوطهم أنت من تسمح لها بالمرور والرقود بداخلك في شكل سجن كبير تسجن فيه نفسك بنفسك؛ فضغوطهم ليست فقط من أجل تحقيق أحلامهم التي فشلت، ولا لتحل مشاكل نفسية بداخلهم، بل هي قمة في الأنانية ﻷنها لحسابهم، وليس لحسابك من أجل "الفشخرة"، أو "لغيظ الآخرين"، فلماذا توافق على ذلك؟ لماذا توقع على قرار موتك بعدم وجودك الحقيقي كما خلقك الله، وليس كما يريد لك الآخرون أيا كانوا من هم، مع احترامي وتقديري الكامل لهم، بل وعذرهم في ما يفعلونه عن جهل نفسي شديد، فوجودك الحقيقي كما أنت، وكما تريد هي معركتك الحقيقية التي لا يجوز فيها أي تهاون، ولا الركون لمبرر تحت أي أسم شيك وبراق؛ "كالطاعة، وأمل العيلة، إلخ"؛ فلتتحرر من هذا السجن اللعين الذي تبدأ أول منعطفاته هنا في الثانوية العامة، ولا أقصد أبدا أن تتحرر بغضب، أو بشجار؛ فهم لا يفهمون ما أقوله لك هذا، ولكن بهدوء، ومسؤولية وثبات حاسم؛ وأعلم مدى صعوبة ما أقوله عليك وخاصة في ذلك التوقيت، ولكنها مهمتك أنت، والتي لن يقوم بها غيرك فعلا، فلا تَتُه في مهمات ليست مهماتك، ولا أحلام ليست أحلامك، وتترك مهمتك وحلمك الحقيقي؛ فالمهم أن يكون حلمك ووجودك أنت، أسأل الله أن يعينك على التحرر من هذا السجن، فبيدك وحدك قرار فكه، واسأل الله أن يبارك في وقتك، وأن تحقق حلمك ووجودك، ودمت بخير.

آخر تعديل بتاريخ
18 أبريل 2016