08 يونيو 2018

تحرري من سجن المقارنات.. وانطلقي للبراح

مشكلتي إن معنديش أي ثقه في نفسي، دايما شايفه كل اللي حوليا أحسن مني، وبفضل أقارن نفسي بأي حد من حيث الشكل وطريقه اللبس أو دخل كليه إيه.. الإحساس ده دايما ملازمني، ده غير إني مش بعرف أتكلم في أي تجمعات كبيرة أو مثلا أروح أقدم في شغل.. على طول خايفة.
صديقتي العزيزة،
آن الأوان أن تفرقي بين نفسك الحقيقية، وبين ما تصورته نفسك؛ فلقد كنت في السابق تسمعين أصوات المقارنات، والحديث بالتصريح، أو التلميح عن عدم قدرتك على الإنجاز، وعدم الثقة في قدرتك على التعامل مع مواقف مرت، حتى صدقت هذا من داخلك؛ فلم تعودي تنتظرين هذا الكلام، أو تلك المعاني من أحد؛ لأنك ستقومين أنت بها على أكمل وجه.

وبمرور الوقت صرت أنت من تقارن نفسها بغيرها، ومن تشعر بالتقصير تجاه الاختيارات والتصرفات، وتبكتين نفسك على فرص فاتتك ولم تفت غيرك، حتى صدقت أنك فعلا من كانوا يتحدثون عنها بأنها الأقل، والأضعف، والأكثر عجزا.

ما تحتاجينه الآن هو أن تسمحي لنفسك بصدق أن تصدقي ما ترينه بعقلك طوال الوقت بأن لكل شخص مذاقه الخاص به، ولكل شخص نجاحات متنوعة بأشكال مختلفة؛ فهذا ينجح في التحصيل، وهذا ينجح في العلاقات، وهذا ينجح في المال، وهذا ينجح في علاقته مع الله، وهذا ينجح في إدارة بيته... إلخ، حتى لا يتوه منك "مقياسك"، وحتى تكفي عن وزن نفسك بمقاييس غيرك، لأن هذا لن يريحك أبدأ؛ وكلما حاول الإنسان أن يكون غيره لن يصل لراحة، لا لغيره ولا لنفسه.

والآن أدعوك يا صديقتي أن تبدئي رحلة تغييرك "بالسماح بالتعرف على نفسك" دون حكم عليها؛ دعيها تتنفس وتتحرك، وتكتشف ما تحب وما تكره، وما تقبله وما لا تقبله، ودعيها ترفض ما ترفض دون أي حكم، دعيها فقط تتنفس، واسمحي لها بأن تخطئ وتضعف وتفشل؛ لتتعلم؛ فهكذا كل البشر يتعلمون، فإن تمكنت من تلك الخطوة الحقيقية؛ فلن يبقى بداخلك أصوات لغيرك تربكك، او تنغص عليكِ عيشكِ، وستكتشفين حينها أن القصة ليست ثقة بالنفس، أو عدم ثقة بالنفس بقدر ما هي تتعلق بأن تكوني موجودة وجودك كما هو.. هيا ابدئي.

اقرئي أيضاً:
القبول والمسؤولية.. خطواتك لنفسك الحقيقية
فقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص
التغيير يبدأ بعلاقة شافية
لا أستطيع الاختلاط مع الغير.. كيف ندير علاقاتنا؟

آخر تعديل بتاريخ
08 يونيو 2018