22 مارس 2022

تجاوز الصدمة بعد بتر القدمين

ابن اختي عنده 14 سنه، أصيب في حادث قطار، وتم بتر قدميه، وأريد مساعدته لكي يتجاوز الصدمه.. كيف يمكنني مساعدته؟

اهلا بك عزيزتي المرسلة،

موقف صعب جدا بالتأكيد لكم جميعا يا عزيزتي، وليس فقط له.

لكن بالتأكيد هو أكبر متضرر ومتأثر من هذا الحادث مع كل الأسف. 

علينا أولا وقبل كل شيء توحيد الجبهات، أنت خالته وبالتأكيد تحبينه وتتمنين له كل خير، لكن والديه هما أكثر الأشخاص احتكاكا به، وهما صاحبا الأدوار الأقوى في حياته.

 

علينا أن نتفق أولا على طريقة تعامل موحدة، ولكن مع توزيع الأدوار، والأمر أولاً وآخرا يصب في اتجاه واحد، وهو تقليل الضرر، ومساعدة هذا الشاب قدر الإمكان.

هو بعمر حرج أصلاً، والوضع صعب بالتأكيد.. لذلك السعي من أجل إفهامه أو تهوين الأمور عليه سيصعب الأمر أكثر، وستُجابهون بكلام مثل "محدش فاهمني، أو محدش حاسس أو موجود في مكاني"، لذلك يجب أن يكون السعي كل السعي من أجل مساعدته على تفريغ كل الشحنات بداخله، بالكلام، ممكن بالبكاء والحزن، ممكن بالغضب تارة وبالانفعال العاطفي تارة أخرى.

يجب أن يمر بمراحل الحداد على ما فقده كلها.. فقدان عضو يكون بمثابة فقدان شخص عزيز.. لذلك سيمر بمراحل الحداد تدريجياً.

ساعدوه على أن يمر بها رغم آلامها، و أبدوا استعدادكم لسماعه، بالذات الرجال في حياته، سيكون لهم تأثير قوي بالمساندة، مثلا والده أو أفراد العائلة من الرجال.

أصدقاؤه أيضا يمكن ان يكونوا عونا له في هذه المحنة.

ما أريد أن نركز عليه في:

  • المرحلة الأولى من التعاطي مع الصدمات هو أن لا يكبت مشاعره، ولا يعاني لوحده.
  • المرحلة الثانية أن نركز على أن الحياة لا تقف، أنت ما زلت تمتلك القابلية والقدرة على الإكمال ولكن لنقل بمنعطف جديد بالحياة. 

 

بالتأكيد إذا وجدت إمكانية اجتماعه بأناس عانوا أو يعانون من قصة مشابهة لقصته، ذلك أن العلاج الجماعي أو الـGroup therapy أو مجموعات الدعم مفيدة بمثل حالته من الحالات والإصابات المزمنة.

 

النقطة التي نركز عليها في التعاطي مع هذا النوع من الأزمات هو التأقلم والتعايش والبحث عن مصادر جديدة للحياة، ولكن دون تجاهل ودون خداع النفس أو الشخص بأن كل شيء سيكون بخير.. فهذا يسحب منهم الحق بمشاعرهم وآلامهم.

 

بارك الله فيكم عزيزتي، الاحتضان وتكاتف الجهات من أجل دعمه هو ما أنصحكم به.

آخر تعديل بتاريخ
22 مارس 2022