09 نوفمبر 2020

تأنيب الضمير يعذبني

السلام عليكم دكتورة، أعاني من تأنيب ضمير لدرجة تؤثر على أيامي وأتمنى أن أبقى نائمة ولا أستيقظ، لا أستطيع تجاوزه أبدا، أشعر أني إنسانة متناقضة جداً، وأتصرف عكس ما أقول، وأفكر دائما بأني مذنبة وإنسانة سيئة، والله ما راضي عليّ، وما راح أتوفق بحياتي. وقبل أيام مررت بحدث معين أثر علي بشكل كبير.. أنا طالبة في إحدى الكليات وخضت تجربة التعليم الإلكتروني وفي أوقات الامتحانات جنه نحل سوى أنا وصديقاتي ونجحت وبتفوق، بس تأنيب الضمير ما جاي يتركني وتجيني أفكار انه غشاشة وما أستاهل ونجاحي حرام والله ما راح يوفقني بحياتي، وبعدين حتى راتبي حرام والله ما راح يغفر لي وطلاب يعرفون انه ما استحق وووو أفكار هواي كلش وكلش متكابه واي احد احجيله مايفهمني ماعرف اذا كدرت اوصلج بس اتمنى تساعديني 😔😔 لان تعبت

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أهلا وسهلا بكِ عزيزتي زهراء،
زهراء، شعور تأنيب الضمير شعور - رغم الألم والأذية التي يسببها - إلا أنه شعور واع ومهم.. هو شعور يمنعنا من تكرار نفس الأخطاء، وفي نفس الوقت نُعاقب على أخطائنا أو على مخالفة مبادئنا.

لكن زيادة تأنيب الضمير والشعور بالذنب العالي قد يكون أحد أعراض الاكتئاب المهمة.. والذي قد يتوافق مع أعراض أخرى منها ما ذكرته من شعور بالحزن، والانعزال والرغبة في النوم والإحساس بالتناقض، وعدم تقدير النفس.

حاولي أن تستشيري مختصا نفسيا لتناقشوا هذه الأعراض جيداً، وإيجاد خطة علاجية لها، وفي بعض الأحيان يكون تأنيب الضمير ليس لخطأ فعلي، وإنما لأننا خالفنا أحد مبادئنا.. وهذا ما حصل معك زهراء.. أنتِ خالفت واحدا من مبادئك لذلك تشعرين بتأنيب الضمير.

عزيزتي.. تحدثي مع نفسك بوضوح.. "زهراء أنت أخطأت، أخذت عقابك بتأنيب الضمير هذا طيلة هذه الفترة، وساسامحك بشرط عدم تكرار الخطأ".. هذا ما يجب أن يحدث.. فهم الشعور وتحليل سببه هو ما سيغير رد فعلك تجاهه.

أنت تشعرين بتأنيب الضمير.. ما سببه.. سببه مخالفتك لمبادئك.. إذن لن أكرر نفس الخطأ وسأتعلم منه لكي لا أقع في نفس الدوامة.. لكن قبل هذا سامحي نفسك.. ولولا الأخطاء لما تعلمنا.. مع خالص أمنياتي بالتوفيق وراحة البال.

اقرئي أيضاً:
الشعور بالذنب.. سلاح مدمر

آخر تعديل بتاريخ
09 نوفمبر 2020