أنا سعيدة أنها في مثل هذا السن ولديها وعي كبير، جعلها تدرك أن هناك أفكاراً طبيعية عادية، وأفكار غريبة، وأنها تستطيع أن تميز أن هناك أفكار غريبة لديها، وتتمكن من معرفة مشاعرها، كما قالت إنها حين تعبر عن مشاعرها تشعر بالجنون.
والحقيقة أن مثل تلك الأفكار هي فعلا أفكار غريبة، وكثيرا ما تأتي الأفكار الغريبة لبعض الناس لأنهم يعانون من ضغوط لا يتحملونها من دون أن يشعروا بذلك، وقد يكون ذكاؤها أوصلها إلى أن السبب في تلك الأفكار الغريبة قد يرجع لوجود رهاب اجتماعي، أو للعنف في طفولتها، وهما بالفعل قد يكونان جزءا من هذا الأثر الذي يظهر في الأفكار الغريبة.


ولكن هناك جزء آخر تحتاج أن تتعرف عليه وتعالجه، وهو سبب وجود تلك الأفكار الغريبة، والمشاعر الغريبة التي تجعلها تشعر كأنها غريبة عن المكان، أو الموقف الذي تكون فيه، وقد يكون هناك أسباب وراثية في العائلة لا تعرف عنها شيئا أو لا تتذكرها، والذي سيتمكن من مساعدتها في فهم هذا الأمر وعلاجه هو الطبيب النفسي، وهذا أمر لا فصال فيه، وهي خطوة في منتهى الأهمية، وعليك أن تشجعيها على أن تذهب للطبيب النفسي، وتصر على ذلك بوضوح لأن أعراضها يمكن أن تعالج بسهولة الآن، ولكن تفاقمها قد يكون مؤذي وضار، والذين كانوا يتعرضون مثلها لنفس الأفكار الغريبة هذه، ولم يساعدوا أنفسهم بالذهاب للطبيب النفسي المتخصص تطورت معاناتهم لتطور سيء جداً، ولا أتمنى أبدأ أن تكون مثلهم، لأنهم فقدوا وعيهم بمرور الوقت وذكاءهم، وظلوا فقط في الأفكار الغريبة، وانعزلوا عن كل الناس فهل هذا ما تريدونه لأختك؟

أنا أحترم ذكاءها ووعيها الذي جعلها تطرح مشكلتها بهذا الشكل؛ وهو ما يشير إلى أن بداخلها فطرة تشعرها بأن هناك أمرا غريبا وأفكارا غريبة، وأشجعها بشدة على التمسك بفطرتها.