07 مارس 2021

بعد كورونا.. هلاوس وتشوش وانعدام حركة

الدكتور عمرو المحترم : تحية طيبة, بدءاً من الشهر الثامن من السنة الماضية بدأت مع والدتي أعراض كورونا ومن ثم تطورت الحالة لالتهاب أعصاب تال لكورونا على حسب أقوال الأطباء، وتمت المتابعة بفصل بلازما ولكن استمرت الحالة بالتدهور حتى وصلت إلى انعدام الحركة والكلام غير المفهوم، وعليه تم إعطاؤها خمس جرعات كورتيزون من نوع سوليمدرول منذ أسبوعين ولكن المفارقة الآن هي أن الحالة بدأت تسير نحو أعراض عدم تركيز بالمحيط وأفكرار مشوشة ليس لها علاقة بالمحيط وترى أشياءً وهمية، نود استشارة حضرتكم هل هذه الأعراض هي من تبعات انسحاب الكورتيزون من الجسم أم لعلها تطور الإلتهاب حتى وصل للدماغ؟ مع الشكر الجزيل ..
الأخت الكريمة؛
تحية طيبة وبعد..
كوفيد-19 هو فيروس حديث وقيد الدراسة والملاحظة. وقد لاحظ الأطباء منذ بداية الجائحة أن كوفيد-19 قد يتسبب في أعراض عصبية مختلفة بداية من التهاب الأعصاب الطرفية ونهاية بالتهاب مراكز المخ العليا حتى أطلق على هذه الأعراض مصطلح (NeuroCOVID) وليس واضحًا كيفية حدوث هذا في مختلف الأعراض العصبية.

وقد وجد الأطباء أن كوفيد قد يسبب المرض العصبي من الأساس في بعض الحالات، وفي حالات أخرى قد يفاقم مرضا موجودا من الأساس. فبعض حالات خرف كبار السن قد تتدهور بسبب كوفيد وبدلًا من حدوثه على مدى سنوات، فقد يتفاقم بسبب كوفيد فقط في خلال عدة أشهر.

ما وصفته من ضعف كلام وحركة قد يكون بسبب مرض يسمى غيلان باريه (Guillain-barre) أو بسبب مرض آخر هو الالتهاب القطعي للنخاع الشوكي (Transverse myelitis) وكلاهما يصاحب أي عدوى فيروسية ولكن تم رصدهما في كثير من حالات كوفيد وهما قد يسببان ضعفًا (مؤقتًا أو دائمًا) في الحركة ويحتاجان إلى فصل البلازما أو إعطاء مضادات أجسام بالوريد. ولكن لماذا أعطى الأطباء السوليوميدرول (الكورتيزون) -وهذا ليس اعتراضًا - ولكن أقصد أنه من المرجح أنهم قد لاحظوا التهابًا عصبيًا ما فبدأوا بإعطاء الكورتيزون وهذا قد يفسر سر الأعراض.

من الممكن أن يكون قد حدث التهاب بـالمخ (encephalitis) مما تسبب في مثل هذه الأعراض مثل عدم التركيز والتحدث يكلمات غير مفهومة خاصة مع إلتهاب أماكن معينة حساسة داخل المخ والمسؤولة عن التحدث أو التركيز مما يجعلها تتوهم أشياء غير موجودة، ولكن أيضًا إذا كانت تعاني من قبل من خرف كبار السن مثل ألزهايمر (حتى وإن لم يكن ملحوظًا قبل إصابتها بكوفيد) فقد يكون كوفيد تسبب في سرعة ظهوره ووضوح أعراضه. وأما بالنسبة لأعراض انسحاب الكورتيزون فقد تسبب بعض الضعف والوهن في العضلات وآلام المفاصل والبلادة والإرهاق العام والدوخة، ولكنها من الصعب أن تسبب ما تصفينه من أعراض.

ما نود قوله أن الفيروس لا يزال حديثًا وقيد الاكتشاف ولا يزال العلماء يرصدون أعراضه ويدرسونها. ننصحك فقط بالمتابعة مع استشاري أعصاب، ولا بأس من أخذ رأي استشاري أعصاب آخر لعل أحدهم يمكنه تفسير ما تعانيه الوالدة وعلاجه، فنحن من الصعب علينا ذلك دون فحص تحديد سبب مشكلتها.
تمنياتنا للوالدة بالشفاء العاجل ولكم بالعافية ودمتم جميعًا بكل خير
آخر تعديل بتاريخ
07 مارس 2021