30 يونيو 2018

بالنقاب أو بدونه.. رحلة قبول واستكشاف ونضوج

السلام عليكم، انا فتاة كنت في وسط متدين في فترة المراهقة، وقررت أرتدي النقاب بسن صغيرة تقريبا، اتباعا للوسط الي كنت فيه، والرغبة في التميز، وكذلك وسيلة للهرب الاجتماعي، لما دخلت الجامعة احتكيت بأشخاص من أطياف وتوجهات فكرية متنوعة فانفتحت على نفسي أولا وعلى المجتمع ككل ثانيا، وصرت أفكر بخلع النقاب، ولأمور أخرى متعلقة ببيئة العمل والمستقبل (أنوي اكمال دراسات عليا/مجال طبي) كيف أميز انه طريقة تفكيري طبيعية مش تبدل أفكار غير مدروس وانفعالي؟
أهلا وسهلا بك يا ابنتي،
معنى سؤالك الصعب هذا أنك شخص موضوعي، ويتحرى الاطمئنان تجاه اختياراته، وقراراته.

وبالطبع لن يأخذ لك القرار أي شخص حتى لو كان متخصصا نفسيا، لذا أدعوك أن تحصري كل الأسباب النفسية، والاجتماعية، والمهنية، والدينية التي تجعلك فعلا ترغبين في تغيير شكل ملابسك، وانظري في كل سبب على مدى صدق ذلك ونبوعه من داخلك، وليس من خارجك، وتحرري فقط من حكم الناس عليك؛ لأنه يعيق حقيقة وجودك كما أنت.



القصة إذن أن تكوني أنت بالنقاب أو بدونه، وهذه القصة رحلة؛ فيها الكثير من الاستكشاف الذي قد يفرحك فيه الكثير، وقد يؤلمك بعضه، وقد يدهشك بعضه، والقرب والصدق مع النفس، يحتاج لقبول، والقبول بمعناه النفسي لا يعني الموافقة أو الاستسلام، أو التعارك مع ما قد نجده ولا نرتاح له، ولكن يعني قبول أن الموجود موجود تلك الفترة، أو هذا الوقت مع عدم موافقتنا على بقائه؛ كالخوف، والقلق، والضعف، والتردد، الخ.. وهذا ما يقربنا صدقا من أنفسنا.



قبولك لخوفك - كما أوضحت - سيجعلك أكثر شجاعة، وقبولك لضعفك؛ سيزيدك وضوحا، وقبولك لارتباكك؛ سيرتب عالمك الداخلي، وقبولك الغموض؛ سيدفعك للعمل، وقبولك لموتك حياة.

رحلتك ستبدأ بالقبول وتمر بالاستكشاف والوعي، ومن ثم النضوج؛ لتستقر بالقرارات سواء فيما سألت أو غيره.
آخر تعديل بتاريخ
30 يونيو 2018