03 ديسمبر 2019

انفصل والداي وأهملني والدي

السلام عليك دكتور، أنا أعاني من اكتئاب شديد بسبب أبي وأمي اللي إطلقوا من وأنا عندي 9 سنين، أبي لا يسأل عني، ولا عن إخواتي.. لا أعرف لماذا، ولا حتي في العيد، هو الآن منزوج وعنده أولاد، ويحبهم أكثر منا، أنا بسبب أبي أرفض أن أتزوج أي رجل.
أهلا وسهلا بك يا مناهل،
أشعر بألمك الشديد يا بنتي من هجر أبيك لك، وأتصور حجم الوجع في أوقات كنت تحتاجين فيها لأبيك ولم تجديه، كم هو مؤلم لي أن أرى حجم ألمك هذا يا بنتي، ولكنني لا أريدك أن تستسلمي لألمك فلا يعلو صوت فوق صوته بداخلك؛ لأنه سيتمكن من سرقة طاقتك النفسية والبدنية كلما مر الوقت على ما هو عليه حتى الآن.



وأقترح عليك أن تبدئي في ممارسة حقك الذي تركته منذ أربع عشرة سنة؛ فالحقيقة أنه أبوك، والحقيقة أن من حقك أن تتواصلي معه، فأنت لا تعرفين السبب في غيابه، فهل هذا منطقي؟ أنت كبيرة بشكل كاف لأن تتحدثي مع والدتك لتعرفي ما الذي حدث، ولماذا هو غائب، ولو أمكنك الوصول لمعرفة مكانه للتواصل معه سيكون هو الهدف المنشود، لتقابليه، وتشعري به أنت بنفسك.. كيف هو؟ وما هي حقيقة ظروفه؟ وما سبب غيابه عنكم؟ فهذا حقك يا بنتي الذي أعطاه الله لك، ولا يمكن لأحد أن يحرمك من حقك ولا حتى والدك شخصياً، حتى وإن وجدت ما يسوءك فسيكون أفضل من حالك الآن، وأنت تتألمين دون أن تضعي يدك على أي استفسار سوى أنك تعانين أنك لا تستحقين منه سوى الإهمال والتمييز، وغير ذلك ستظلين في معاناة ترهقك دون أن تتقدمي خطوة للأمام أو حتى للوراء بقرار واع ناضج منك، ولا أخفيك سراً أنه هو نفسه في حاجة للتواصل معك مثلك، ولكنه لا يدري، أو لا يعرف كيف يفعل ذلك، إلا إذا كان مريضاً نفسياً بجدارة فهذا وضع آخر، أما إذا كان رجلاً سوياً ويحمل بعض الأنانية، أو عدم المسؤولية؛ فصدقيني سيكون في حالة احتياج للتواصل معكم مثلكم، ولكنه غارق في مخاوف تعيقه عن التواصل معكم.



وحين يطمئن بالوقت والمواقف التي يحتاجها.. سيجد نفسه راغباً في التواصل معكم، وأعلم أن ما أقوله صعب للغاية، ولكنني أعلم أيضا أنه ليس مستحيلاً، وأعلم أن من قام بما اقترحه الآن عليك بنضوج وتؤدة أعطى نفسه ما يحتاجها ولو "بعد حين"؛ فلا تترددي في أخذ حقك المشروع دون شجار، أو أن يعطلك صوت الكرامة، أو الخوف، أو الغضب، أو حتى الألم عن وصولك لغايتك التي تبغينها.. فهل ستفعلين؟
آخر تعديل بتاريخ
03 ديسمبر 2019