19 مارس 2018

انفصلت عن زوجي وقلقة على طفلي

ابني عمره سنة وشهران، انفصلنا أنا وأبوه وعمره 9 شهور، انتقلت معه إلى بيت أبي وأمي، ثم انفصلتا عنهما، ايه أثر ده علاقتي بأبي حيدة ويلتقي ابني مرارا، هل يؤثر هذا على صحة ابني النفسية وكيف أطمئن؟
أهلا وسهلا بك يا صديقتي،
لا أريدك أن تقلقي؛ فقلقك الزائد هو ما قد يؤثر على استقباله الطبيعي للحياة، وخوفك مما تسمعينه عن الأثر النفسي السيئ على الطفل لأهل منفصلين هو ما قد يؤذيه - فقد نؤذي أولادنا بالقسوة، أو المقارنة، وقد نؤذيهم أيضا بالحماية الزائدة، أو التحسس الزائد، أو التدليل الزائد فانتبهي.

وعندما نتحدث عن الآثار السلبية السيئة على الطفل حين ينفصل والداه لا يكون متعلقا بالطلاق في حد ذاته، ولكن بالأساس بالكيفية التي تم بها الطلاق، أو طبيعة العلاقة بين الوالدين بعد الطلاق، أو تقصير أحدهما كوالد للطفل بعد الطلاق.

فهناك من عاش فترات غضب، وكراهية، وتآمر بين الوالدين، وبناء فرق وجبهات حتى حدث الطلاق بطرق غاية في استغلال مشاعر الأبناء، أو استخدامهم كورقة ضغط، أو بتشويه كل منهما صةرة الآخر، وهناك من عاش كأنه يتيما حين غاب أحدهما عن حياة الابن، ومنهم من احتاج لأحدهما؛ فتخلى عنه، وغيره الكثير مما لم تتحدثي عن وجوده في حالة انفصالك.

الرقي بين الوالدين حتى مع الانفصال يبعد كل تلك السلبيات عن نفسية الأبناء، فتصل رسالة حقيقية للطفل بأنه لم يحرم من الأمومة، ولا الأبوة، حتى وإن انفصل والداه، وهناك نماذج راقية جدا تفادت تلك السلبيات، وعاش الطفل بينهما في حالة سلام نفسي، وعلاقة آمنة حتى مع زواج كليهما من شخص آخر، وإنجاب إخوة له.

المطلوب الآن أن تهدئي، وتتفقي مع والده الإبقاء على الرقي، والاحترام بينكما، وإعطاء حق ابنكما من الرعاية والسند مهما حدث، وأنكما ستكونان معا حين يحتاجكما كوالدين.

هيا أزيحي عنك القلق، ولا تخوّفي نفسك بنفسك، وثقي في نفسك، وتذكري أن هناك بيوتا لم ينفصل الوالدان فيها، ورغم ذلك أصيب الأطفال باضطرابات لا تتخيلينها.. دمت بخير.

اقرئي أيضاً:
مشاركة الأب في رعاية الأطفال بعد الطلاق

التبول اللاإرادي عند طفلة التاسعة

آخر تعديل بتاريخ
19 مارس 2018