09 يوليو 2020

انطوائية.. كيف أتحمل وجود حماتي؟

أنا شخصية انطوائية، متزوجة، زوجي يناقشني حول إقامة والدته في شقتنا، أنا أقدر موقفه، ولكن أنا بحس إني بشحن نفسي وقت جلوسي بمفردي لما زوجي يروح شغله وأولادي مدارسهم.. فكيف التأقلم مع هذا الوضع، خصوصاً أن شخصيتها عكسي تماماً؟
أهلا وسهلا بك أختي الكريمة،
كنت أحتاج منك في الحقيقة المزيد من التفاصيل عن ظروف طلب زوجك لوجود والدته معكما؛ فلم أتمكن من معرفة السبب وراء ذلك، وعلى أية حال أتصور أن هناك نقطة مهمة تحتاجين إلى مراجعتها مع نفسك بجد واجتهاد حقيقيين، لأنها ستجعلك تقعين في أمور تزعجك بسببها حتى، وإن تنوعت تلك الأمور المزعجة في شدتها، أو نوعها، ألا وهي "عدم قدرتك على الرفض".



وأعود وأكرر أنني لم أتبين من سطورك معرفة سبب وجودها معكما، والرفض لأمر مزعج لك هو حق مشروع ومكفول لك كإنسان بدايةً؛ فنحن خُلقنا ولنا هذا الحق "بمسؤولية"، فنحن سنحتاج أن نرفض من يستغلنا، وسنحتاج أن نرفض من يستخدمنا، وسنحتاج أن نرفض المعاصي.. إلخ، فحق الرفض لأمر ما هو حق، ولكنه مسؤول.

الرفض - هو حق لنا - إلا أنه لا يكتمل كحق من دون أن نكون متحملين مسؤولية هذا الرفض من جانبين، كلاهما أهم من الآخر:
- أولهما "طريقة التعبير عن الرفض".
- ثانيهما "مواجهة كل ما يستتبعه من أمور".

لذا قلت لك إنك في الأساس تحتاجين إلى أن تراجعي أمورا تساعدك على أن تتحرري من قيود تزعجك، بدلا من استبدالها بحوارات داخلية مرهقة تجهدك، وتجعلك لا تستمعين إلا لرأسك، والتي قد تحمل أفكاراً تحتاج إلى مراجعة أيضاً، لذا الأمر لا يتعلق بكيف تتكيفين مع وجودها، على اختلاف شخصيتيكما، بقدر ما تحتاجين إلى تلك المراجعة الفارقة في حياتك ككل.



والحقيقة أن هذه المراجعة ليست سهلة، ولكنها مهمة جداً لك، وحتى تصلي إلى تلك المراجعة العميقة الجادة في حياتك؛ عليك أن تتواصلي معها كما أنت من دون تكلف، ومن دون إظهار عكس ما بداخلك؛ لأنه سينهار في وقت ليس بعيد؛ لأن التمثيل لا يستمر، وهو الأجدر لو كان سبب وجودها خارجا عن إرادة زوجك، لمرضها مثلا، أو لظروف قاهرة لم تحدثينا عنها، "فلا تكيف يأتي بخير ما دام تكيفاً"، ولكن كوني أنت كما أنت، وستحبك وستتفهمك، ولو بعد وقت، ما دمت تقدمين لها نفس الشيء، وهو حبك وتفهمك لاختلافها عنك من دون إجبار لها منك أن تكون مثلك؛ فهذا هو مدخل التواصل الجيد بينكما بعد تحررك أولا من فكرة أن تكوني كما تتمنى هي.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
09 يوليو 2020