01 ديسمبر 2015

اندفاعي في الكلام وسوء ظني يُفقداني المقربين لي

أنا عندي حاجة في العصب السابع بسبب أني تعرضت للهوا وكنت نائمة من حوالى 10 سنين.. لكني حالياً أحسن والحمد لله، وأعيش بشكل عادي. لكن أنا عصبية للأسف، والمشكلة أن العصبية تأتي في الوقت الغلط.. بمعنى أني أقول كلاماً يوجع، ويجعلني أخسر ناساً بسببه.. للأسف وحتى الآن خسرت شخصين (بسبب أني أظن ظناً خاطئاً وبناء على ظني أتكلم، وأخطئ في الكلام وأخسرهم، وحين أعود وأحاول أن أعتذر يكون قد فات الأوان وأندم). للأسف أنا متضايقة جداً من نفسي، لا أعرف ماذا أفعل.. أخسر ناساً لم يكن من الصواب أن أخسرهم بسبب مواقف فهمت فيها غلط، للأسف حصل كلام مني وفهموا كلامي غلط. فهل الناس الذين نخسرهم بسبب كلامنا الذي نقوله دون قصد أو بسبب فهمهم الخاطئ لنا، هؤلاء لن يقدم لنا القدر من يشبههم مرة أخرى؟ يعني: هل أنا خسرتهم لأن ربنا أراد أم لأنني أنا السبب.. فخلاص؟ أنا متأزمة لأني أقول أنني أنا السبب، وبعدها أرجع وأقول إنه لو كان خيراً ما كنت خسرت أحداً مهما حصل مني! ماذا أعمل؟؟
الآنسة الفاضلة تقى؛
أرجو أن تكوني بخير وجميع من تُحبين..
قرأتُ رسالتك أكثر من مرة، والحقيقة هناك أكثر من جانب لقضيتك:
- الأول.. وهو موضوع إصابتك بضعف بالعصب السابع ما اثر على نفسيتك لفترة مؤقتة، ولكن الحمد لله أن الأمر انتهى، ولا أظن أنه ترك أي أثر بعد زواله .
ومع ذلك يجب التأكد من أنه ليس هناك أي أسباب عضوية اخرى تُسبب لك مشاكل سلوكية.

- الجانب الآخر.. وهو ما يحدث معك نتيجة عدم قدرتك على السيطرة على مشاعرك، وكذلك سوء الظن الذي تُعانين منه، والذي يقودك إلى أن تتكلمي بكلمات يكون تأثيرها سلبياً عليك ويجعلك تخسرين أشخاصاً أعزاء، يجعل فقدك لهم تقعين في تأنيب ضمير ولوم لنفسك.
وهذا أمرٌ يشكّل لك مشكلةٍ حقيقية، تحتاجين فيها لمساعدة شخص متخصص؛ سواء أكان طبيباً نفسياً أم اختصاصياً نفسياً.

مشكلتك يا ابنتي، يُعاني منها بعض الأشخاص استطاعوا مساعدة أنفسهم، ولكن هذا يحتاج إلى جهد وصبر فهذا الأمر ليس سهلاً.
ولكن هناك طرق ذاتية يستطيع الشخص من خلالها مساعدة نفسه عبر تمارين مُقننة.

على سبيل المثال يمكنك تعويد نفسك على أن تتمهلي في الكلام، وتفكري في الكلمات قبل أن تتلفظي بها.
نعم هذا الأمر قد يبدو صعباً، ولكن مع التمرين على هذا الأمر قد تنجحين في التخفيف من إلقاء الكلمات التي تُسبب لك المشاكل.

وبالنسبة للأشخاص الذين خسرتِهم بسبب سوء ظنك، يمكن أن تتداركي هذا عن طريق إيضاح ذلك للأشخاص الذين أسأتِ لهم بسبب ما تلفظتِ به، وأن تُخبريهم بأن ما حدث هو بسبب حالة تأتي رغماً عنك وأنك آسفة لما بدر منك بحقهم ونادمة عليه.
قد ينجح هذا مع البعض و قد لا ينجح مع آخرين بالتأكيد، ولكن عليك أن تحاولي ذلك، خاصةً مع الأشخاص الذين يهمونك كثيراً، ولا تملّي من أن تحاولي إقناعهم بمدى أهميتهم بالنسبة لك وأنك آسفة لما بدر منك.

ما حدث قد حدث، ولكن احرصي على ألا تفقدي مزيداً من الأشخاص المهمين بالنسبة لك. في نهاية الأمر أرى أن استشارة شخص متخصص قد يفيدك ويُساعدك على إنهاء المشكلة أو  التخفيف منها.

آخر تعديل بتاريخ
01 ديسمبر 2015