11 مارس 2017

الوحدة تخيفهم ولا تخفيني.. هل أنا طبيعية؟

كثيرا ما أسمع تخوف السيدات حولى من سن المعاش والوحدة، ومن تزوجت ثانيا بسبب هذا التخوف، ومن تريد إنجاب طفل حتى في سن كبيرة أيضا بسبب ذلك. وأنا ليس لدي غير رد واحد، وهو أن ذلك باب لا بد من عدم فتحه، والاستعانه بالله وحده على النفس، وحسن التوكل على الله، ولكن أصبحت أرى نفسي غريبه في وسطهم، فهل هذا بسبب عدم خوضي تجربة الوحدة أم هم المخطئون؟
أهلا وسهلا بك يا صديقتي؛
رغم أنك لم توضحي حالتك الاجتماعية، هل أنت متزوجة وتتحدثين معهم فقط في موضوع الوحدة مع الكبر؟ أم تزوجت من قبل والآن أنتي غير متزوجة، وبلا أطفال؟ فتستنكرين كلامهم؟ أم غير ذلك؟ إلا أنني سأحدثك بشكل عام عما تسألين عنه، وإن كانت معرفة طريقة تفكيرك، وحياتك، وعلاقاتك ستؤثر في الرد بلا شك.

ولكن.. الوحدة في حقيقتها ليست مشاعر؛ فالوحدة فكرة، لذا يمكن تغييرها، وتعديلها؛ فالوحدة اختيار وإن لم نعِ ذلك؛ فكل إنسان يعاني من الوحدة هو مختار لها؛ فالحياة رحبة، ومساحتها متنوعة: سفر، ترفيه، تعلم، تعليم، ثقافة، تطوع، سياسة، فن، موسيقى..الخ، والعلاقات المتنوعة في القرب والونس كثيرة جدا: زوج، صديقة، زميلة، طلاب.. الخ. فمن يترك الحياة برحابتها، ويقلص علاقاته بتوافرها هو في الحقيقة يختار ذلك في أي عمر من أعمارنا؛ فالمرأة الكبيرة إن أرادات غير الوحدة؛ تصبح أهم شخصية وسط جيرانها، وتكون رمز الحكمة وسط عائلتها، وتكون أمّاً لألف طفل في حضانة، وتكون صديقة للزوجات الصغيرات يتعلمن منها إدارة شؤون البيت، والمال، والأمثلة كثيرة، ولكن حقيقة ما يتحدثن عنه هو "الاحتياجات"، أو حقيقة ما قد يشعرن به من "افتقاد" لونس قريب نشاركه الحياة، ونشاركه مشاعرنا الحزينة، والمفرحة، يدعمنا وقت الاحتياج، ويعزينا وقت الاحتياج، نطمئن على أنفسنا معه، ونحقق معه الأحلام، سواء كان رجلا في علاقة زواج، أو ابنا في علاقة والدية، وهنا نختلف فيما بيننا؛ فمنا من يريد هذا الاحتياج بشكله كما يتجلى بشريك في الحياة يقاسمه تفاصيل حياته، أو يحصل على الاحتياج بالحب، والونس، والمساندة بألف شكل وشكل، ولكن يظل الأهم أن يكون الاختيار واعيأ صحيأ لا يتأثر بأفكار خاطئة، أو بتجارب سابقة تفسد عليه الحصول على احتياجاته الطبيعية مدعيا عدم احتياجه، أو إنكارا لاحتياجاته من دون أن يدري؛ فيختار الوحدة كاختيار مرضي دون علمه.. فماذا ستختارين؟

اقرأي أيضا:
استقلّ أبنائي وأعاني متلازمة العش الفارغ
ما فوائد الصداقة وكيف نحصل على صداقة حقيقية؟
فقد الأحبة ألم متجدد.. خطوات التعافي
فقد الأحبة يعتصر القلب.. كيف تتجاوز ألمك؟

آخر تعديل بتاريخ
11 مارس 2017