ابنتي؛
رغم ما مررت به من تجربة قاسية جداً، مؤلمة جداً؛ ورغم احتياجك للمساعدة، إلا أنك لم تحدثينا عن تفاصيل أكثر لأقترب مما تريدين المساعدة فيه.

هل تريدين المساعدة من آثار تركتها تلك التجارب المتكررة المتدرجة في السوء، أم أنك اعتبرت أنها انتهت، وأكبر مشاكلك الآن هي العادة السرية؛ وتحتاجين منا أن نحدثك عن كيفية الإقلاع عنها؟ وهل العلاقة بأبيك مستمرة حتى الآن، وكيف هي؟ وهل لك أخوة؟ وما دورهم، هل حاولوا حمايتك أو شاركوا في التحرش بك أيضا؟ وماذا يعني تكرار تعرضك للتحرش؟ هل هذا التكرار كان من الأهل أم من زملاء العمل؟ وكيف كانت تجربة الاغتصاب؟ وأين؟ وممن؟ وكيف يحدث كل ذلك في السعودية؟ وماذا تعملين في السعودية؟ وكيف هي حالتك مع والدتك الآن؟ كل ذلك يحتاج لتفاصيل، وهذه التفاصيل ليست للفضفضة، ولكنها تفيدني في الاقتراب مما تحتاجينه الآن قبل أي شيء آخر سواء أكنت تدركينه، أم لا تدركينه، وتفيدك أيضا في كسر تلك الدائرة المغلقة التي تغرقين فيها؛ والتي قد نكتشف أنها - رغم أن الظروف وضعتك فيها - إلا أنك من تحكمين إغلاقها عليك.

لن أتمكن من الحديث عن كيفية معالجة آثار التحرش، خصوصاً حين يحدث ممن يفترض بهم أن يحموك، ويحفظوا شرفك، ولن أحدثك عن كيفية الإقلاع عن العادة السرية؛ حتى ترسلي لنا بالمزيد الذي يفيدك فعلا، هيا أنتظرك.

اقرأي أيضا:
صدمة التحرش في الصغر.. معاناة مستمرة
الاغتصاب في الصغر.. العذرية في ذيل الأولويات
اغتصبت وأنا طفل.. التعافي مسؤوليتك
اغتصبت وأنا طفلة.. والقلق يقتلني
تعرضت للاغتصاب وأنتقم من الرجال