22 مارس 2017

المرضى النفسيون ضحايا ؟!

هل صحيح أن المرضى النفسيين هم بالفعل ضحايا ظروف نفسية أليمة أدت بهم لتطور هذه الأمراض؟ وهل من اضطرب فكرهم أو أضروا بذويهم هم جناة أم مجني عليهم؟ وكيف نتعامل؟
الطبيب:

أ.د.

الأخ الكريم hosam؛
أهلا ومرحبا بك، ونشكرك على ثقتك في موقع صحتك؛
من عادتنا ألا نجيب على الأسئلة العامة، فنحن نقدم خدمة الاستشارات الصحية لمشكلات فعلية موجودة، ولكننا سنعتبر سؤالك وكأنه استشارة تخصك أو تخص من تهتم بأمرهم.

بداية لا يوجد تحديد دقيق وواضح ومحدد لأسباب المشكلات النفسية، والعلم يرجح تضافر العوامل الجينية والاستعداد الشخصي مع العوامل البيئية وظروف التنشئة، ولا يوجد بشري على وجه البسيطة لن يتعرض لمشكلات في بيئته المحيطة مهما اجتهد الوالدان في حمايته. إذاً مشكلات البيئة المحيطة ستحدث شئنا أم أبينا لبشرية الأب والأم، ولكن ظروف التنئشئة وحدها لن تحدد مصير الإنسان، وقد نشاهد من حولنا من تعرض لظروف تنشئة شديدة القسوة، ولكنه كان يتمتع بالمتانة النفسية التي خففت جدا من التأثيرات السلبية لهذه التنشئة، وفي المقابل ستجد من تعرض لظروف تنشئة أقل قسوة، ولكن لحساسيته الشديدة نجده مصابا بمشكلات نفسية شديدة (اضطرابات أو أمراض نفسية).

إذاً من الجاني ومن الضحية؟ الحقيقة أن هذا الطفل عندما تعرض لظروف تنشئة صعبة كان ضحية في هذا الوقت، ولكنه منذ بلوغه سن الرشد أصبح مسؤولا وعنده الاختيار، بين أن يطلب المساعدة المتخصصة ويتحمل تبعات التغيير والتعافي، وبين أن يقرر الاستمرار في لعب دور الضحية، وفي هذه الحالة يصبح هو الجاني على نفسه، ويصبح جانيا على كل من يؤذيهم.

فإن كنت أنت من يعاني فنحن نضعك أمام مسؤوليتك، أنت الآن مسؤول ولك أن تختار بين أن تستمر في لعب دور الضحية، وتظل تعاني طوال حياتك، وتتسبب في إيذاء غيرك، ومنهم من تحب، وبين أن تقرر أن حياتك مسؤوليتك وأنك تستحق أن تحيا فيها بشرف، وإن كنت تخاطبنا بالنيابة عن من تهتم لأمره فضعه أمام مسؤلياته.

اقرأ أيضا:
صحتك النفسية وفيلم سولي
النفسية وفيلم سولي">الفرق بين الصحة النفسية والمرض النفسي؟

آخر تعديل بتاريخ
22 مارس 2017