09 نوفمبر 2017

الغيرة المرضية ليست حباً

قريب لي يكبرني بعام ونصف، أعجب بي من حوالي خمس سنين، وبعدين بدأ محادثته معايا من سنتين على الفيس لحد ما صرح بحبه لي، مشكلتي إني بحبه وبغير عليه جدا، غيرتي مرضية بسبب أنه منفتح جدا مع قريبته، وبتشتكيله دايما وهزار وعلى طول كلام معاه على الفيس، زائد عنده كام بنت من الجامعه على الفيس غيرانة منهم، أعمل إيه، تعبانة قوي من الغيره دي 
أهلا وسهلا بك يا ابنتي؛
أحييك على اعترافك أمام نفسك بأن غيرتك زائدة عن الغيرة الطبيعية، وهذا وحده سيساعدك في فهم المزيد عن الغيرة الزائدة لمراجعتها؛ فالغيرة رغم قربها الشديد من علاقة الحب، إلا أنها لا علاقة لها بالحب.

في حقيقة الأمر الغيرة مرتبطة بالرغبة في الامتلاك.. امتلاك اختيارات الآخر، امتلاك وقته.. فيما يقضيه ومع من ولمدة معينة، امتلاك كل مشاعره واحتكارها؛ فلا يجوز أن يحب إلا أنت، رغم أنه من الطبيعي أن يحب آخرين حبا مختلفا عن حبه لك كأنثى، ولكنه سيشعر بمشاعر الحب لأشخاص وأقرباء وأشياء.

الحب لا يتنفس بصحة مع الغيرة الزائدة، وبالتالي يذبل، بل وقد يموت مع زيادة التحقيقات، والاتهامات والخلافات، وسأترك لك تلك النقاط لمراجعتها:

- تذكري أنه كان لديه أقرباؤه، وصديقاته واختارك أنت لتكوني حبيبته.
- علاقتك به مرت بمراحل كثيرة انتقلتما فيها من المراهقة للرشد، وفي تلك الانتقالات حدثت تغيرات كثيرة جدا، ولكن اختيار البقاء معا كان ثابتا، فهل فقدت ثقتك فيه أم في نفسك؟
- الرجل يسعد بغيرة حبيبته عليه، ولكنه يختنق، ويفقد حريته حين تزداد دون داع؛ فهل هناك دواع لديك؟
- من حقك أن تطلبي منه أن يقدر غيرتك؛ فيكف عن التصرفات التي تثير غيرتك بشكل كبير مقابل تفهمك لطبيعته.
- الغيرة الزائدة ستشعرك بمرارة تزداد؛ فتؤثر على مزاجك، وتزيد من توترك، وشكوكك؛ فلتبدئي من الآن في مراجعة ثقتك في حبه لك، وثقتك في نفسك، وتعلم حقيقة الحدود الذاتية لكل شخص حتى لو كانا في علاقة زواج؛ فالحب ليس معناه الذوبان في شخصية المحبوب، وليس معناه الاحتكار لكل خلجات وأنفاس من نحب، وكلما وجدت ذلك حاضرا ويعطل علاقاتكما، كلما احتجت لمساعدة نفسية لتخطي تلك الأزمة التي غالبا ما تكون ممتدة الأثر من الماضي وتظهر بقوة الآن في علاقتك به.
آخر تعديل بتاريخ
09 نوفمبر 2017