03 فبراير 2021

الغضب والنفور والخوف من الزواج

السلام عليكم انا عندي خوف من الزواج و عندي رفض تام ليه لأسباب كتير منها من جوا و منها من بره إلى جوايا اني خايف مقدرش على المسؤلية أو تطلع أكبر مني فا اعيش حياة مكتئبة و انى صراحة مش شايف حد ممكن احس اني هبقي سعيد معاه و عارف ان حياتنا هتنتهي بالفشل؛حاسس اني بتبسط إما بكون لوحدي مجرد التفكير في موضوع الزواج و الارتباط بيثير غضبي أحيانا برفض إني اتعرف على بنات في النطاق ده لو أصدقاء ماشي و ببقي صريح في الموضوع ده و لو حد عرض عليا إني اقبل حد بالغرض ده برفض حتى من قبل ما أعرف أي معلومات؛ و الحاجة الأخير اني مش عارف هل أنا كويس كفاية لدرجة اني اكون سعيد في حياتي؟ انا بقا عندي اكتفاء ذاتي في حياتي مش بحث اني محتاج تقدير أو حب من حد أو حتى اني اقدس حد
الأخ الكريم؛

حين قرأت رسالتك قرأت معها معاناتك التي تحدثت عنها بإيجاز شديد، حين قلت إنك تعلم أن هناك أسبابا بداخلك، وأسبابا خارجك جعلت لديك مشكلة في الإقبال على الزواج يا ولدي. وأحمد الله أنك ترى أن ما تواجهه مشكلة فعلا، وأنك ترغب في حلها، حتى وإن لم تقلها في سطورك بوضوح. وأتفق معك تماما أن أسبابها تعود لما يحدث بداخلك من صراعات ومشاعر وأفكار. ولقد رأيت كم أفكار توهن جبلا في أفكار خرجت في سطورك القليلة تحتاج للعمل عليها بشجاعة ودأب سأعود لها بعد قليل.



وقلت إن هناك كذلك أسبابا خارجية قد تتمثل في توفير الاستعدادات المالية، أو نماذج سيئة من حولك لمن تزوجوا، إلخ. وأعود لك فأقول: أول نموذج للعلاقة بين الرجل والمرأة في الزواج لك ولي ولكل إنسان هي علاقة الزواج الأولى التي عشناها مع والدينا... كيف كانت، وكيف كان التواصل بينهما، وكيف كان مدى الإشباع الذي يرضي الطرفين من عدمه على المستوى النفسي، والإنساني، والفكري، والجسدي كذلك..



وكيف هي الأنثى التي تمثلت في والدتك وماذا تريد وكيفية إرضائها، وكيف كانت الرجولة، وكيف كانت تصرفات والدك في مواجهة الحياة، والعلاقة مع والدتك وأنت وإخوتك إن وجدوا، وكذلك كيف وصلت لك صورتك عن نفسك، وهنا مربط الفرس كما يقولون؛ حيث تكمن الأفكار التي للأسف تصدقها وتتعامل معها على أنها حقائق وهي مجرد افتراضات، واستبدلت الحقائق بالافتراضات، وتعاملت بعد ذلك مع الافتراضات على أنها هي الحقيقة؛ كفكرة المسؤولية؛ فأنت ترى أن المسؤولية همّ كبير وضخم ويحتاج لجهد ومشقة، وهذا افتراض تتعامل معه على أنه حقيقة.

آخر تعديل بتاريخ
03 فبراير 2021