21 أكتوبر 2019

العلاقات المضطربة مع الأهل وعواقبها

أنا بعاني من رهاب اجتماعي، وشعور دائم بالخزي وقلة الثقة بالنفس، ولما دورت عرفت إن تربيتي والبيئة اللي نشأت فيها بقدر كبير ساهمت في ده.. ما أعانيه الآن أني أنعزل عمن حولي بالأيام.. أجلس في غرفتي أراقبهم من بعيد ولا أستطيع الإنغماس في حياتي بشكل تفاعلي.. عانيت كثيرا من قلة العطاء في المشاعر والحب، وكل ما أجدني أفعله هو أني أعطيهم دون أن أرى نفسي مستحقة.. فأرهق نفسي أكثر..
الطبيب:

أ.د.

الصديقة الكريمة نورا؛
عندك كل الحق يا صديقتي في أن مشاكلك هي بسبب نمط علاقاتك مع أهلك، والتي حرمت فيها من احتياجاتك حتى صدقت أنك لا تستحقينها، ولقد تعلمنا أن ما أفسدته علاقات تصلحه علاقة حقيقية مع حبيب أو صديق أو معالج.



علاقة تشعرين فيها أنك مستحقة، وأنك تستحقين احتياجاتك.. علاقة يصلك فيها حب وقبول.. علاقة تجدين فيها من يسمعك ويهتم لأمرك.. ولا ينكر عليك مشاعرك.



علاقة تتعلمين فيها قبول نفسك من دون شروط ولا أحكام، ومن دون شعور بالخزي أو العار أو الذنب، وتتحملين فيها مسؤولية نفسك فقط.. فهل أنت مستعدة يا صديقتي؟ هل أنت مستعدة لتحمل مسؤولية نفسك؟ أهلك أحسنوا وأساءوا وأصابوا وأخطأوا.. سواء بقصد أو من دون قصد.. وأمامك خياران لا ثالث لهم.. إما أن تظلي حبيسة إساءاتهم وتقصيرهم وحبيسة الماضي.. أو أن تقرري أن تتحملي مسؤولية نفسك، وأن تبدئي في التعرف على احتياجاتك، وأن تصدقي أنك تستحقين هذه الاحتياجات، وتبدئين في الحصول عليها من العلاقات المحيطة بك.



وقد تحتاجين في بداية الطريق لمساعدة متخصصة.. فلا تبخلي على نفسك بها.
آخر تعديل بتاريخ
21 أكتوبر 2019