09 أغسطس 2019

العلاج النفسي هو الحل لمعاناة أخيك

أخويا عنده 18سنة، دايما متعصب، ودايما مهموم ومتردد في أي قرار مهما كان صغيرا، متعلق بأمه جداً، ومع ذلك بيتهمها دايما إنها ظالمة، وبتفضل أخوه الكبير عليه، ودايما بيقول إن محدش بيحبه، وبيدعي على نفسه بالموت، وبيبكي من أتفه الأمور، بينتقد أخته الصغيرة جداً، ودايما يشتمها ويضربها، محدش عارف يتصرف معاه، الوضع ده من زمان بس بيزداد سوء، مبقاش بيحترم حد، ولا بيأثر فيه زعل حد، زمان كان كدا بس كان بيتراجع لو أمه زعلت منه، لما كان صغير كان حساس وحنين جداً وعصبي بردو، صعب نروح لدكتور، وكمان هو مش هيرضى يروح
أهلا وسهلا بك يا نسمه،
أقدر جداً اهتمامك بأخيك، وأتفهم بدرجة ما قولك بأنه صعب الذهاب لطبيب أو معالج نفسي، لأسباب قد تكون ثقافية ما زالت تؤثر في المجتمع ككل تجاه العلاج النفسي عند بعض الناس، والتي تغيرت كثيرا بالمناسبة، أو لأسباب مادية. وأقول لك في ذلك إن هناك أماكن للعلاج النفسي بأسعار رمزية، إن شئتم، وأتفهم كذلك احتمال رفضه للذهاب لطبيب.


ولكن تفهمي هذا لا يعني موافقتي على ذلك؛ فالعلاج النفسي لا هو سحر ولا هو كبسولة يمكن قراءتها، فيتغير أخوك من خلال ردي عليك هنا مثلا بنقاط أقترحها في مثل حالته. وبالرغم من أهمية أو فائدة ما قد أقترحه عليك، إلا أن التواصل المباشر بينه وبين المعالج النفسي سيمكن المعالج من التعرف على حقيقة ما يعانيه أخوك يا ابنتي، فقد يجد صعوبة. فشخصيته تلك تعود لاضطراب نفسي هو السبب وراء حساسيته وعصبيته، أو تعود للمناخ الذي نشأ فيه، أو طريقة التربية التي لم تتسق مع طبيعة شخصيته منذ صغره؛ فساعدته على أن يكون ما هو عليه اليوم، وغير ذلك من التفسيرات التي تجعل المعالج قادراً على وضع خطة متكاملة تساعده على التغيير، سواء سلوكياً، أو نفسياً، أو معرفياً، أو دوائياً، وبما يتناسب مع طاقته وقدرته، بل وقد يحتاج المعالج لمساعدة منكم، أو من والدته ووالده.


كل هذه الأمور التي قد يعاني منها أخوك قد تجعل وضعه أسوأ بداخله وفي علاقته بكم؛ لأنه يحتاج لدرجة استبصار ووعي تساعده على تخطي معاناة إحساسه بأنه لا يشعر بحب أحد له، ومراجعة تفضيل أخيه عليه من وجهة نظره، ويحتاج للتصالح الداخلي في علاقته بأمه، وكل هذا لا يمكن أن يقدمه شخص عادي غير متخصص حتى لو كان أقرب الأشخاص له؛ فهو يحتاج لعلاج متخصص إن كنتم تهتمون فعلا لسوائه النفسي، وحمايته من الاكتئاب، أو التفكير في الموت لدرجة لا أتمكن من معرفتها من خلال ما تحدثت عنه.

ابنتي الكريمة قصة صعوبة التواصل مع معالج تحتاج منكم "تحملا للمسؤولية" أكثر من هذا بكثير، وإن لم تتمكني من إقناع أهلك، فلا مفر من الوصول لطرق تجعله يتواصل مع معالج لمساعدته حتى لو من ورائهم، أما رفضه هو، فلن يستمر كثيراً مع الحديث معه حول مشاعره حين يعلم بأنه سيجد لها حلاً عند المعالج ليساعده؛ فكل إنسان يرنو لمساعدة نفسه من الغرق في براثن الألم النفسي حين تتخطى معدل تحمله؛ فبالاقتراح الودود دون ضغط، والتواصل الهادئ مع الاهتمام الحقيقي وبطريقة هادئة ودودة، سيوافق يا ابنتي.



وحتى يحدث ذلك قدموا له القبول الصادق حتى مع تصرفاته غير المتزنة؛ فهو مفتاح كبير ومهم، وصاحبوه وراعوا حساسيته المفرطة حتى يتم علاجه، وحاولوا أن تتذكروا ما يقوله أثناء غضبه خصوصا تجاه والدتكم، لتتعرفوا على معاناته وتحترموها حتى لو كانت غير حقيقية في الواقع، دون نقد، أو جدال كبير يرهقكم جميعا. هيا يا ابنتي ابدئي معهم مشوار الإقناع للذهاب لمعالج نفسي لأجله هو بالأساس، ولأجلكم أيضا.. دمتم بخير.
آخر تعديل بتاريخ
09 أغسطس 2019