02 أغسطس 2021

العطلة الدراسية بوابة لمشاكل نفسية أكبر

انا كل سنة بأجل ومش بذاكر وانا دلوقتي بقالي ٤ سنين في ثالثة ثانوي وهي آخر فرصة لي وانا حاسة اني حتى لو ذاكرت مش هنجح وخايفة وبفضل ابكي وبس ومش عارفه اعمل ايه وبحس اني مش بفهم
أهلا وسهلا بك..
أحمد الله كثيرا أنك قررت أن تبعثي لنا لتتحدثي عن مشكلة أثرت على مسار حياتك طوال تلك السنوات الثلاث. والحقيقة التي قد تكون غائبة عنك؛ هي أن تلك المشكلة مشكلة تتكرر مع غيرك الكثير، فأنت لست الوحيدة التي تعانين تلك المعاناة شديدة الوطأة.



وأعلم جيدا أن تلك "العطلة" لا تتوقف عند التأخر في ركب الدراسة ولكنها تمتد للأهل من حولك سواء في حزنهم لعطلتك، أو حديثهم معك بطرق قد تشعرك بمشاعر سيئة، وكذلك حين ترين أقرانك وقد أنهوا دراساتهم وكنتم معا من قبل، أو وجودك وسط أقران جدد أصغر منك، والكثير الذي لم تتحدثي عنه وأشعر بتفاصيله..

أود أن أقول لك أمرا آخر قد يكون غائبا عنك، وهو أن تلك المشكلة ليست مشكلة قدرة على الدراسة أو الفهم أو استرجاع المعلومات كما تبدو وربما كما ترينها، ولكن هي أعمق من تلك العمليات العقلية التي تخص استقبال المعلومات والاحتفاظ بها واسترجاعها، أو التركيز والتذكر، أو حتى الفهم.......

فالمشكلة الحقيقية القابعة في الداخل هي "الخوف الذي يصل إلى درجة الرعب بدرجة التجمد!"، وهذا الخوف الذي يصل بك إلى درجة عدم الحركة ولو خطوة كما يحدث في كل سنة بقرار التأجيل هو خوف من النجاح وليس الفشل!؛ فأنت تذاكرين تقريبا نفس المواد لكل تلك الشهور والأيام، وراجعتها مرات ومرات، وتعرفت على طرق الامتحانات فيها مرات ومرات..



وكثيرا ما يكون الخوف من النجاح هو نفسه بل أكبر من الخوف من الفشل، وكأن الخوف من المستقبل ومسؤولياته هو الحاجز العالي الذي تخافين منه. فلا تتعجبي إن اكتشفت أن خوفك من العمل أو الزواج أو مسؤوليتك أمام عائلتك بعد الثانوية العامة هي الأساس الذي تغطيه كتب الثانوية العامة، وقد يكون السبب في رغبتك الجامحة في التفوق الذي يتعدى تحقيق مجموع ١٠٠%، أو دخولك لكلية وحيدة معينة بها ستقدرين نفسك وتحترمينها، أو قد يكون كما رأينا في بعض الناس كأنها عقاب للأهل عما بدر منهم ليتألموا ولا يهنئوا، وغيره من الأسباب العميقة التي لا تظهر على السطح..

كل هذا يتطلب منك يا ابنتي أن تبدئي الآن رحلة تغييرك مع متخصص نفساني يساعدك في تجاوز تلك المخاوف وحلها لأن المشكلة ليست في التحصيل الدراسي ذاته .. دمت بخير
آخر تعديل بتاريخ
02 أغسطس 2021