07 يونيو 2018

العريس رفضني.. أتألم ولا يشعر بي أحد

أنا بنت اترفضت في الرؤية الشرعية مرتين.. تاني مرة كنت مرتاحة للشخص جدا.. ووثقت ف إنه هيوفي بوعده وييجي مع أهله زي ما قال لكن معملش كده.. وبلغ الوسيط إنه مش جاي تاني.. اتأثرت نفسيا جدا وبقالي يومين حاسه بضيق وخنقة وحزن ومحدش حاسس بي.. إحساس إني اترفض ده صعب قوووي خصوصا لو كنت أنا فرحانة في الأول.
أهلا بك يا آية وسهلا،
لديك الحق في أن تحزني من الرفض؛ فالرفض مؤلم، وأحيانا يكون صادما خاصة كما ذكرت حين يكون الحال بداخلك فيه إقبال وفرحة، ولكن يغيب عنك عدة أمور يا ابنتي؛ فكثير مما يطلق عليه رفض لا يتعلق بالشخص المرفوض أصلا؛ فنحن في حياتنا الاجتماعية العادية نتصرف طوال الوقت بناء على ما يعرف علميا بالعقل الباطن أو اللاوعي دون أن ندري:
- فهذه فتاة مراهقة تشعر في اللاوعي لديها - سواء تدري أو لا تدري - بأنها مهملة وتعاني من عدم الاهتمام؛ فنجدها تتفوق جدا جدا مثلا ولا تركز في إقامة علاقات، أو ترتدي ملابس لافتة جدا لكي يراها الآخرون، أو تفعل مشكلات مزعجة متكررة لينتبه لها من حولها، أو يتكرر عليها إغماءات من دون سبب وسط الناس.



- وكذلك في الرفض؛ نجد أشخاصا مثلا لا يحبون الصخب، أو الأصوات الكثيرة، أو الحركة المستمرة؛ فحين يرون فتاة ذات ضحكات عالية، أو تعمل جلبة في مكانها من وجهة نظرهم يرفضونها؛ فالرفض هنا ليس للفتاة في حد ذاتها رغم أن التصرف كان معها، ولكن الحقيقة أن الرفض للأمر نفسه بداخل الشخص، ولكنه لا يتمكن من فهم ذلك.

- أحيانا يكون الرفض بسبب الخوف الزائد من أمور تخيفه هو كأن يكون الشخص متصورا أن الفتاة اللبقة الجذابة الطموحة - رغم جمال تلك الصفات - تهدد وجوده، أو يرسخ لديه موروثات مجتمعية متخلفة تجاه تصرفات وأمور تجعله يحكم حكم غير منصف.


- وأحيانا يرفض بعضهم أشخاصاً حين يرونهم لأول مرة فقط لأنهم يذكرونهم بشخص آذاهم أو يكرهونه، سواء بملامح أو طريقة حديث، أو كلمات معينة كان يقولها هذا الشخص.. الخ.

لذا فما حدث معك لا يعني رفضك أنت آية، ولكن وارد جدا أن يكون لسبب آخر مما ذكرته لك أو ما لم أذكره، وقد يكون الشخص نفسه لا يدري سبب رفضه؛ والمهم أنك تحتاجين مراجعة هذا جيدا؛ حتى لا تظلمي نفسك بمشاعر مؤلمة دون داعي حقيقي.

وأخيرا بعيدا عما وجدناه من الناحية النفسية؛ أقول لك: إنه من حقنا أن نحب من نحبه - لاحظي أنها درجة أعلى بكثير من الارتياح أي أكثر ألما - ومن حق غيرنا أن يختار من يحب، وليس معنى ذلك أن أحدنا سيئ، أو به خطب ما؛ فمشاعر الحب سر من أسرار الله يضعه في قلوب العباد من دون إرادة منهم.. دمت طيبة ناضجة.
آخر تعديل بتاريخ
07 يونيو 2018