أهلاً وسهلا بك يا إسراء،
أحيي فيك وعيك، وشجاعتك في التعرف على ما تعانينه، ولا تتعجبي من ذلك، فكم من مرضى، أو أهل مرضى لم يقفوا تلك الوقفة التي تقفينها اليوم، لتتفهمي ما يحدث وكان سببا في تأخر درجة التقدم المرجوة، والحقيقة أن سطورك تشير بوضوح لوجود جزء "قهري".

ومن أشهر الأمراض النفسية التي تحمل في طياتها الجزء القهري هو مرض الوسواس القهري، وهو يدفع المريض للقيام بسلوكيات قهرية، منها القيام بالعادة السرية بشكل قهري، ورغم أن الوسواس القهري هو اضطراب نفسي، إلا أن فيه جزءا وراثيا كما أثبتت الدراسات، وكذلك ما تحدثت عنه فيما يخص إيذاءك لنفسك - وإن قل الآن - نعتبره علامة واضحة من علامات وجود اضطراب آخر يتعلق بالجزء الوجداني بشكل كبير بما فيه من مشاعر وانفعالات.

والحقيقة الأهم في كل ما أتحدث عنه هذا كاحتمالات؛ هو أن تبدئي في احترام وعيك بوجود أمر ما يستحق أن تتفهميه وتعالجيه؛ بأن تتواصلي مع متخصص نفسي ماهر؛ ليتمكن من سماع تفاصيل أكثر تقربه من حقيقة ما تعانينه، وتساعده في وضع خطة علاجية قريبة من طاقتك وقدراتك، من خلال تفاصيل اكثر؛ تتعلمين فيها إدارة مشاعرك، والتعامل مع الجزء القهري في سلوكك/ أفكارك بطرق متخصصة.


ولا تجعلي موضوع العادة السرية عائقا لك في هذا التواصل؛ فالمتخصص شخص مختلف، مارس لسنوات عدم الحكم على الأشخاص، وتعلم قبول الآخر واحترم ضعفه وخطأه وفشله؛ ليتمكن من احترام نفس تلك المساحات عند غيره، ولو لم تتمكني من تخطي هذا الأمر؛ فيمكنك التواصل مع متخصصة نفسية؛ لتقدم لك مساعدة حقيقية متخصصة، ولا تؤخري تلك الخطوة؛ لتتفادي اكثر خطأين يقع فيهما الكثيرون:
- الأول: التأخير؛ لتستفيدي من الإنجاز الأكبر؛ فكلما كنت أصغر في السن، كلما كان الشفاء أسرع وأفضل.

- الثاني: ألا تحسني الوصول لمتخصص/ متخصصة ماهرة؛ واقترح عليك السؤال عن نوعين من طرق العلاج الفعالة في المساحة التي تعانين منها، وهي العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، والعلاج الجدلي السلوكي (DBT).. وتذكري أنك تمكنت من التوقف عن العادة السرية 6 أشهر، وأن إيذاءك لنفسك قل كثيرا عن السابق.. هيا يا ابنتي ابدئي.. دمت بخير.