05 أبريل 2018

الشقيقة.. ضغوط تنفجر من أضعف نقاطنا

أعاني من قلق شديد، ومع مرور الوقت زاد القلق عن حده، وأصبحت أنزعج من الضجيج والضوء وكل شيء أصبح يقلقني، ودوما رأسي يؤلمني مع العلم أني أعاني من الشقيقة، عالجت عند الكثير من الاطباء لكنهم لم يفهموا حالتي، وأعطوني الدواء لكن لا نتيجة، بقى الأمر على حاله، أما الآن ومنذ 3 أشهر وأنا أعاني من فقدان الاحساس لا أشعر بالبرودة أو الجوع أو عند لمس شخص لي.. أرجو النصيحة
أهلا بك يا فاطمة،
لم أتمكن من التأكد من نوع العلاج الذي حصلت عليه، ولم يجد معك نفعا، هل كان علاجا نفسيا، أم علاجا عضويا للشقيقة؟.. وعلى أية حال.. نحن في الحقيقة نشبه الكرة الأرضية؛ فهي تبدو من الخارج ذات قشرة صلبة جدا، ولكن حين تزداد حرارة الأرض من الداخل، وتزداد الضغوط؛ تخرج الحمم البركانية، والزلازل من أماكن معينة، وحين تخرج فقط؛ نعرف أن تلك المواضع هي المواضع الضعيفة منذ البداية، ولكننا لم نكن نعلم قبل زيادة الضغوط.

فوجود القلق لهذه الدرجة الآن ليس وليد تلك الشهور الفائتة أو ما قبلها، ولذا تحتاجين لمراجعة الضغوط والتعرف عليها؛ لتتمكني من مناقشتها بالعقل بعيدا عن مشاعر التوتر، والخوف اللذين يضخمان حجم الضغوط دون أن تدري، وتذكري الآتي:
- أسالي نفسك كم في المائة من الأمور التي أقلقتك تحققت بالفعل على أرض الواقع؟
- هل الغرق في مشاعر القلق والتوتر يزيل ما يقلقك؟
- تحتاجين أن تقبلي أنك محدودة، وأن هناك أمورا ستعجزي عن حلها، وهكذا أنا، والبشر؛ فنحن سنعجز عن منع المرض، والموت عن أنفسنا وعمن نحب، وسنكون محدودين في كثير من المواقف، ولا يعني ذلك أن نيأس، أو نفقد الأمل، ولكن معناه "النضوج" الذي يجعلنا نقبل العجز فنحيا بقمة الأمل، وهذا ما يجعل الأمل يتحول لحقيقة بدلا من التمني، وكأن قبول الموت حياة؛ فلا يأتي الموت فيجدنا أموات، ولا أغرق في القلق فأميت من أخاف على موتهم قبل أن يموتوا؛ فلا عشنا اليوم، ولا منعنا الحزن من الفقد.
- ساعدي نفسك بالتعرض للمواقف التي تزعجك بتدرج يوما بعد يوم، واجعلي تدريبات التنفس، والاسترخاء جزءا ضروريا في يومك على الأقل مرتين في اليوم لمدة ٢٠ دقيقة.
- دربي نفسك على عمل سيناريوهات مختلفة عما تتوقعينه من نفسك في مواقف تقبلين منها في خيالك كثيرا جدا، حتى يأتي اليوم الذي تطبقين فيه ما تتخيلينه بتدرج على أرض الواقع.
- اسمحي لنفسك بالائتناس بأشخاص يحبونك، ويقبلون شخصك.
- تذكري ما تتمتعين به كإنسان أولا من هبات وخصال، وما يحيطك من نعم.
- تذكري أنك أكبر بكثير جدا من الجزء الذي يقلق بداخلك؛ وأنك تتمكنين من التعامل معه بكل ما سبق، وأكثر.. دمت بخير.


اقرئي أيضاً:
أصبت باليأس والسبب نوبات الشقيقة
10 استخدامات جديدة للفيكس
آلام في الرأس تسبب أعراضاً متعددة

آخر تعديل بتاريخ
05 أبريل 2018