15 يناير 2019

الجزء الناقد يقيدني ويقتل تلقائيتي

أنا إنسانه ما أعرف أتحدث، أحس الذاكرة عندي ضعيفة.. ما أستذكر.. وما أستجمع الكلام.. أحس بإحراج وتوتر.. أبغي أكون عفويه وجريئة وأسترسل بالكلام.. وأنتقل من نقطة لنقطة.. وعادي أرقص أو أسوي أي موقف
الطبيب:

أ.د.

الأخت الكريمة؛
أهلاً ومرحباً بك، ونشكرك على ثقتك بموقع صحتك؛
عارفة مين اللي بيتكلم دلوقت.. مين اللي بيقول "مش بعرف".. هاتقولي أنا، لكن أنا هاقولك لا مش انت.. ده جزء منك.. جزء اسمه الجزء الحاكم أو الناقد.. جزء اتوجد جواكي من زمان لما كانوا بيقارنوكي في البيت والمدرسة والشارع بأخواتك أو زملائك أو الأقرباء.. أو لما كنت بتسمعي تعليقات سلبية على أي تصرف انت بتعمليه.. النقد والمقارنة في السن الصغيرة دي كان بيوجع قوي.. وعلشان تحمي نفسك طلعت الجزء الناقد ده علشان يحميكي لكنه كتفك وخلاكي فقدت تلقائيتك.


طيب هاتسأليني وايه الحل؟ الموضوع محتاج شغل ومساعدة متخصصة، وهذا ما أنصحك به، ولحد ماتعملي ده هاطلب منك طلب.. اقعدي مع نفسك وهاتي ورقة وقلم واكتبي الفكرة المسيطرة عليكي وهي إني مش بعرف أتكلم، ومش بعرف أعمل كذا.. وابدئي ارجعي بالذاكرة وافتكري مواقف كنت فيها بتتكلمي كويس، ولو ما افتكرتيش اسألي أهلك أو صحباتك، وسجلي هذه المواقف في الورقة، وضعيها بالقرب منك علشان كل ما ييجي على بالك فكرة انك ما بتعرفيش تطلعيها وتفتكري المواقف اللي اتكلمت فيها وناقشت.

ولما تعملي ده حاولي تبصي على المواقف دي اللي كنت بتعرفي تتكلمي فيها كويس، وشوفي ايه الرابط ما بينهم، هل مثلا كنت بتتكلمي في موضوع انت عندك خبرة فيه أو بتحبيه، أو كنت بتتكلمي وأنت نايمة كويس أو واكلة كويس ومرتاحة، أو مثلا كنت بتتكلمي وسط ناس عارفة انهم بيحبوكي ومطمنة لوجودهم.

لما تعملي كده وتلاقي الرابط بين هذه المواقف ممكن تبدئي تكتبي فكرة بديلة، واللي ممكن تكون:
- أنا مش بعرف أناقش بتلقائية إلا لما أكون مذاكرة الموضوع أو بفهم فيه.
- أنا مش بعرف أناقش بتلقائية إلا لما أكون مرتاحة وجسمي مرتاح.. أو أكون وسط ناس مريحين عارفة انهم مش هايحكموا على.. أو لما أكون في مكان مريح.. أو.. أو.. إلخ.

الفكرة البديلة دي ممكن تساعدك جدا انك تتغلبي ولو جزئيا على مشكلتك، لأنها هاتشجعك تبحثي عن البيئات اللي بتكوني فيها أكثر تلقائية، وبالتالي رصيدك من المواقف التلقائية هايزيد.



جربي ما اقترحته عليك، وفي نفس الوقت لا تترددي في طلب الدعم المتخصص. ودعواتنا لك بالحرية.
آخر تعديل بتاريخ
15 يناير 2019