25 مارس 2016

الإيذاء الجنسي للأبناء .. ودور الوالدين

أرجو النصيحة لسؤالي، لو سمحتم ابني دائما تكون خلفيته حمراء اللون، ولكن لا أجد أي علامات أخرى، ابني عمره ثلاث سنوات، وأنا أشك في أنه تعرض لاعتداء، ولكني غير متأكدة، كيف أتأكد؟ أنا خائفة جدا من هذا الموضوع
عزيزتي تاكا؛

من المؤسف جداً أن يتعرض أبناؤنا للإساءة والأذى، وفي الحقيقة فإن مثل هذه الصعاب هي اختبار حقيقي لثبات الوالدين النفسي المهم جداً، لأن ثقة وثبات الطفل سيستمدهما من والديه، والهاجس ما لم نحسن التعامل معه سينتقل إلى الطفل.

في البداية علينا ألا نتوقع الأسوأ وأن نستبعد الالتهاب الجلدي العارض في هذه المنطقة، من خلال عرضه على طبيب جلدي (وبمقدوره أيضاً استبعاد حدوث الإساءة)، ولكن الطبيب المنوط به تقرير ذلك، هو الطبيب الشرعي.

* علامات مناسبة لعمر طفلك قد تشير لتعرّضه للإساءة:

- انسحاب اجتماعي مفاجئ، وتغير ملحوظ في حالته المزاجية.

- تراجع في نموه النفسي، وفي سن طفلك قد يكون التبول اللا إرادي المسبوق بتحكم كامل وموافق لفترة الملاحظة مثال جيّد.

- نفور الطفل أو انجذابه لفرد بشكل غير مبرر، واهتمام فرد بالطفل أو تجاهله بشكل غير مبرر، يذكر هنا أنه لا يوجد مستبعدون من الإساءة مهما كانت درجة القرب أو الثقة.

- تغير سلوك الطفل، بالخجل أو التكشف الزائد.

 

* ماذا لو تأكّد الأسوأ؟ 

عزيزتي تأكدي من أن طفلك يستمد قوته منك ومن والده، وسينخفض أثر الإساءة بشدة إذا ما أحسنتما التعامل مع الحادثة لحظة اكتشافها، فلا تشعرانه بالتقصي، وامنحاه الثقة ليسرد تفاصيل الحادث بثقة!

- وبداية، لا بد من طمأنة الطفل واحتوائه، وحذار من لومه أو إيصال رسالة الخزي والعار إليه، فصورته الذاتية بعد التجربة سيتلقاها من أعين والديه.

- انتبهي من إيصال رسالة للطفل بأنه ضحية، حتى لا يستسلم لهذه الصورة الذاتية، واعملي على تغذية شعور الاحترام والقيمة والاهتمام.

- ولا بد من طمأنة الطفل إلى أن والديه في صفّه مهما كانت درجة قرابة أو ثقة المعتدي، وأنه لن يفلت من المجازاة، مع ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية طفلك من تكرار الاعتداء وغيره من الأطفال.

- الاستعانة بمختص نفسي متخصص في علاج الأطفال، وذلك لمساعدة الطفل على تجاوز أزمته ياستخدام أدوات معينة أبرزها اللعب والحكي والرسم والقنون المحتلفة، كما سيكون دوره هامة لإرشادكم ومتابعة طرق تعاملكم بشكل لصيق مع الأزمة.

أؤكد عليك عزيزتي مرةً أخرى، أن الاختبار الحقيقي عليك أنت ووالده، وأن ثباتكما النفسي واحتواءكما لطفلكما سيجعلانه يجتاز التجربة، وستتحوّل التجربة إلى ذكرى امتنان لوقوفكما إلى صفّه، فلا يتذكر الناجون ألم الإساءة بقدر ما يتذكرون ألم الخزي والوصمة.

آخر تعديل بتاريخ
25 مارس 2016