18 فبراير 2017

سبب الإغماء عند الزعل .. التشخيص والعلاج

سلام عليكم.. لي صديق يشكو من جفاف في الجسم والفم والعين ونوبة تصل حد الإغماء عند التعصب أو عند الدخول في نقاش حاد، مع ثقل في الرأس، وشعور بعدم التوازن، وتلعثم في الكلام، وانقطاع التنفس أحيانا عند النوم، ووجع أعلى القلب من الجهة العلوية اليمنى للقلب، مع خوف شديد وتوتر رهيب من كل شئ، أرجو الجواب سيدي

سبب الإغماء عند الزعل

الطبيب:

د.

أخي العزيز..

أشكرك لسؤالك..

نمر جميعاً بنوبات من الغضب والحدة، ويصاحب ذلك بعض الاستجابات النفسية والفسيولوجية الطبيعية مثل زيادة ضربات القلب، والتعرق، وزيادة معدل التنفس، وأحياناً ارتعاشات خفيفة، وهذه الاستجابات يمكن أن تكون سبب الإغماء عند الزعل  وهناك دائماً حد فاصل بين ما هو طبيعى، وما هو أعراض مرضية تحتاج إلى تدخل طبي علاجي.

ما تصفه في حالة صديقك يتعدى حدود الاستجابة الطبيعية  ويمكن تفسيره من ناحيتين، ناحية جسمانية وأخرى نفسية بمعنى أن ما يظهر على صديقك من أعراض أثناء العصبية والغضب قد يكون وراءها ارتفاع في ضغط الدم، أو قصور بالدورة الدموية المخية أو الطرفية، أو اضطراب بالقلب أو الجهاز التنفسي.

وهنا يلزم عمل بعض الفحوصات والتحاليل العضوية الهامة جداً للاطمئنان (رسم قلب، رسم مخ، قياس ضغط الدم، قياس نسبة السكر، وغيرها) ويتم إجراء هذه الفحوصات لاستبعاد أي أسباب جسدية قد تكون سبب الإغماء عند الزعل وبالتالي الالتفات للبحث عن الأسباب النفسية والتي تحتاج إلى علاج نفسي إما بالجلسات أو بالأدوية إذا استدعى الأمر ويتم ذلك من خلال أخصائي نفسي أو عيادة نفسية متخصصة.

ومن أهم هذه  الأسباب النفسية،  ما نطلق عليه الاضطرابات النفسجسمية، وهى مجموعة من الأمراض التي تظهر أعراضها بشكل جسماني رغم سلامة صحة الجسد تماماً  ومن أمثلة هذه المجموعة من الأمراض ما نطلق عليه (الاضطراب التحولي)، وهو يتشابه كثيراً مع حالة صديقك حيث تحدث بعض نوبات الإغماء، مع أوجاع وآلام تتشابه مع نوبات القلب، واضطرابات التنفس، وحالات تشبه الجلطات المخية والذبحات الصدرية، رغم سلامة المخ والقلب تماماً.

ننصح صديقك بما يلي لتخطي سبب الإغماء عند الزعل 

  •  أولاً.. تنصحه بأن يحاول تمالك أعصابه قدر المستطاع، وأن يهدئ من روعه، لخطورة ذلك عليه نفسياً وجسمانياً.
  •  ثانياً.. عمل الفحوصات اللازمة للاطمئنان على حالة القلب والمخ والضغط والسكر واضطرابات الغدد.
  •  ثالثاً.. في حالة سلامة ما سبق (وأعتقد ذلك)، يتوجب عليه الخضوع لبرنامج علاجي نفسي (لإدارة الغضب) من ناحية، ولعلاج الأعراض التحولية التي تنتابه من ناحية أخرى.

دعواتي بالشفاء العاجل إن شاء الله

 

آخر تعديل بتاريخ
12 مايو 2024